البرنامج التلفزيوني نبي الرحمة الرد على الشبهات حول الاسلام { الأستاذ أكرم حسن } عنوان الحلقة .{ الرد على شبهة قصة الغرانيق } قال الله تعالى { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسب خصومه ولم يكن يلعنهم ولم يكن يشنع عليهم .. وصَفَ الله -تعالى- في القرآن الكريم خُلق نبيّه -عليه السّلام- بأنَّه عظيم، فقال -سبحانه وتعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، [١] فقد اتَّصف -صلّى الله عليه وسلّم- بجميع مكارم الأخلاق، وأخذ من كل نبيّ قبله أحسن ما اتّصف به، [٢] فأخذ توبة آدم، وشُكر نوح، ووفاء إبراهيم، ووعد إسماعيل، وحلم إسحاق، وحسن ظنّ يعقوب، واحتمال يوسف، وصبر أيوب، إلى غيرها من الصّفات. [٣] وهذا الثّناء جاء لشخص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على وجه الخصوص، كون هذه الأخلاق ثابتة راسخة متأصّلة فيه. [٤] والمُراد بذلك أنَّ محمداً -عليه الصلاة والسّلام- قد تأدّب بآداب الإسلام التي تمثّلت جميعها بالقرآن الكريم، وقيل إنّ الخُلق العظيم الذي كان عليه رسول الله هوالإحسان إلى النّاس، [٥] والسّعي إلى قضاء حوائجهم، والتّعامل معهم برفقٍ ولين، ولُقياهم بطلاقة الوجه. [٦]وقال قتادة إنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كان يفعل كلّ ما أمر الله -تعالى- به ويبتعد عمّا نهاه عنه، وقيل لأنّه امتثل قول الله -تعالى-: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ)، [٧] وقدّ حقّق رسول الله -صّلى الله عليه وسلّم- الغاية التي بعثه الله بها، وقال -عليه الصلاة والسّلام-: (إِنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ)، [٨] وكان -عليه السّلام- يقول: (ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسَنٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ). من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم أخلاق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كلّها عظيمة، وفيما يأتي ذكر بعضها: [9] وصفه الله -تعالى- باللّين والرّفق، والخُلق الحَسن؛ حيث تخلّق بأخلاق القرآن الكريم، فعن عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنه- قالت: (كان خُلُقُه القُرآنَ). [10] كان -صلى الله عليه وسلم- يَكره الكذب، وكان ذلك أكثر خلق يكرهه. يتجنّب اللّعن والسّب والفاحش من القول، والدّعاء على الكافرين، فعن أنس بن مالك -رضيَ الله عنه- قال: (لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا). [11] يُحبّ الاسم ذا المعنى الجميل، ويُحبّ التفاؤل ويَكره التشاؤم. أرسله الله شاهداً ومبشّراً ونذيراً، عفوّاً يَصفح عمّن أساء إليه، إلّا إن كان في ذلك انتهاك لحُرمات الله -تعالى-. يُحبّ اليسير من الأمور ويختاره على العسير ما لم يكن فيه وقوع في المعصية، فعن عائشة أمُّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- قالت: (ما خُيِّرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أَمْرَيْنِ، أَحَدُهُما أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ، إلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا، كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ منه). [١2] يَرفق بالخدم، ولا يعيب عليهم فعلهم، فعن أَنَس بن مالك -رضيَ الله عنه- قال: (وَاللَّهِ لقَدْ خَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، ما عَلِمْتُهُ قالَ لِشيءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ أَوْ لِشيءٍ تَرَكْتُهُ: هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا). [١3] يَقضي حاجة من جاءه سائلاً أو محتاجاً. يُشعِر كل واحد من صحابته أنّه الأقرب والأحبّ إليه. كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرحم الناس بأمّته، قال -تعالى-: (لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ). [١4]كان رسول الله كريماً سخيّا، وقال: (لَوْ كانَ لي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ما يَسُرُّنِي أنْ لا يَمُرَّ عَلَيَّ ثَلاثٌ، وعِندِي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ). [15]كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس حياءً، قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ حَياءً مِن العَذْراءِ في خِدْرِها)، [16] يبدأ بالسّلام، وإذا صافح أحدهم لا يترك يده حتى يتركها الآخر. [17] يحرص على توزيع الغنائم في ذات اليوم الذي يحصل عليها. [18] كان أرحم النّاس بجميع الخلق، وخاصة الصّبيان منهم. [19] يُجيب دعوة من دعاه، و يتفقّد المسلمين بنفسه، ويصلح ما تلف من ثيابه، وما ذلك إلّا دليلاً على تواضعه. [20] يَزهد في الدّنيا، فلا يُخبّئ للغد، وكان ينام وأهله اللّيالي العديدة دون طعام أو حتى تمر يملأ به بطنه، وكان أكثر خبزهم من الشّعير، [21] ويأكل ما قُدّم له من الطّعام دون أن يَعيبه إن رأى فيه عيب. [22] يخدم نفسه بنفسه، ويساعد أهل بيته في أعمال البيت، ويشارك أصحابه في الأعمال الموكّلة إليهم. [23] يَستمع لمن يَتكلّم إليه دون أن يقاطعه، ويشارك صحابته في حديثهم ومجالسهم، وإذا دخل الغريب عليه مع صحابته لم يميّزه عنهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ، فطلَبْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أن نَجْعَلَ له مجلسًا يَعْرِفُه الغريبُ إذا أتاه). [24] يلبس البسيط من الثّياب، ويَحرص على نظافة ثوبه وأسنانه، وكان يحرص على استخدام السّواك.[25] يعدل في كلّ ما يقع تحت حُكمه، فلا ينظر في ذلك إلى مسلم وغير مسلم، وكان خير من طبّق كلام الله -تعالى- في قوله -سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّـهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). [26]يّأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله -تعالى-، ولم تفتر همّته أو تضعف عزيمته ذات يوم،