بسم الله الرحمـــــــــــــــــــــــــــــ الرحـــــيم ــــن

لم يعد بإمكان أحد من المهتمين بدراسة الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد لأن ينكر حقيقة علمية أقر بها العلماء الدارسين لتاريخ الكتب المقدس ألا و هي “عدم وثاقة وحي نصوص الكتاب المقدس”, او بمعنى آخر, فإن السؤال عن مصدرية نصوص الكتاب المقدس بات سؤالا لازما في معظم بل كل نصوص الكتاب. و ها هي شهادة أخرى لعلماء الكتاب المقدس تشكك في أن نصوص الكتاب موحى بها من عند الله. فقد ورد في كتاب “THE BIBLE THROUGH THE AGES” أو “الكتاب المقدس عبر العصور” ما يدل على ما ذكرناه آنفا. و قبل ان نشرع في إيراد تلك الشهادة, لا بد أن تعطي القارئ الكريم لمحة بسيطة عن هذا الكتاب و مدى دقته في نقل اي معلومة عن الكتاب المقدس.
اسم الكتاب: THE BIBLE THROUGH THE AGES أو الكتاب المقدس عبر العصور.
المؤلف و الناشر: موسسة THE READER’S DIGEST ASSOCIATION,Inc, Pleasantville, New Yorkالكتاب مؤلف من خمس فصول تضم 384 صفحة مقسمة كما يلي:الفصل الأول: THE ORAL TRADITION أو التقاليد الشفويةالفصل الثاني: THE WRITTEN WORD أو الكلمة المكتوبةالفصل الثالث: Words of a New Faith أو كلمة عن إيمان جديدالفصل الرابع: Copying the Word أو عصر نسخ الكلمةالفصل الخامس: The Printed Word أو عصر الطباعة
و كما هو واضح من تقسيم الفصول, فإن الكتاب يعرض المراحل التاريخية التي مرت بها نصوص الكتاب المقدس من عصر “الكلمة الشفوية” إلى عصر النصوص المطبوعة في زماننا هذا.








يقول مؤلفو هذا الكتاب:” إن تاريخ الكتاب المقدس لم ينته مع انتهاء كتابة آخر نص منه . فبمجرد الانتهاء من كتابة نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد, كان متوجبا على الناس أن يقرروا هل هذه النصوص موحى بها من الله أم لا, و هل النصوص تستحق أن تكون مقدسة أم لا. فإنه من المعلوم أن كتب العهد الجديد لم يتم إقرارها إلا في نهاية القرن الرابع, ثم مرت هذه الكتب بمرحلة من النسخ و إعادة النسخ, مما أوجب على الدارسين لهذه الكتب أن يعطوا عناية كبيرة بالنصوص حتى يستخلصوا كتبا “مقدسة” خالية من “أخطاء” الكتبة و النساخ حتى يتم ترجمة هذه النصوص إلى لغات شتى حتى يتيسر لكثير من الناس أن يفهموها و يستفيدوا منها” نفس الكتاب ص 11.
يأتي هنا السؤال الذي حيّر و الذي يعتبر معضلة في تاريخية الكتاب المقدس, هل النصوص التي تخضع لأخطاء النساخ, يمكن أن نثق في وحيها؟ و اذا وردت أخطاء في النصوص المقدسة, فكيف نعلم ما هو الصواب فيها؟ و كيف سنعلم مراد الله من كلامه إذا غيره قلم الكتبة كما ورد في إرميا 8:8 كيفَ تقولونَ: نَحنُ حُكَماءُ وشَريعَةُ الرَّبِّ معنا؟ حَقًّا إنَّهُ إلَى الكَذِبِ حَوَّلها قَلَمُ الكتبةِ الكاذِبُ?.

أ.نبيه الصبّاغ
باحث في تاريخ الأديان و
 تاريخ الكتاب المقدس