علم النقد النصي للكتاب المقدس...علم إسلامي بامتياز
الأربعاء، 26 أبريل 2017 أبريل 26, 2017
علم النقد النصي للكتاب المقدس...علم إسلامي
بامتياز
تفتقد المكتبة العلمية العربية الى كثير من الأبحاث التي يحتاجها الباحثون هذا الزمان.فالمكتبة العربية العلمية تفتقد الى أبحاث مركزة في تاريخ الكتاب المقدس.
و بالرغم من محاولة بعض العلماء خوض غمار
هذا المجال،فإن هذه المجهودات لا تتعدى أن تكون عبارة عن كتب متناثرة هنا وهناك كتبها علماء مسلمون يشكرون على جهودهم لكنها غير مركزه في حقل بحثي واحد. ولست أعلم سبب عدم التفات لهيئات العلمية العربية لمثل هذا العلم ومثل هذه الموضوعات.ولست انكر أبدا أن علماء المسلمين كانوا سباقين في إنشاء علوم نقديه مثل علم نقد الرواية و الأسانيد والمخطوطات وتحقيقها. و ظني أن مارتن لوثر عندما قام بثورته النقدية على نصوص الكتاب المقدس كان يرجع الى حد كبير الى الأسس العلمية التي وضعهاالمسلمون في نقدالروايات. لكن هذه العلوم لم يقم أصحابها بتطويرها لتتماشى مع الحركة العلمية السريعة في هذا الزمن وتم الإكتفاء بتطبيقها على تراثنا ومروياتنا. لقد نضج الوعي الفكري الإسلامي وأصبحنا نعلم أنه بعد فشل الحملات الإبادية التي شنها أعداؤنا علينا،لجأوا الى إبادة عقائدنا وزعزعة ثقتنا بتراثنا. على سبيل المثال،أنشأ العلماء الغربيون علم النقد النصي للنصوص المقدسة ومن يتمعن في أسس هذا العلم يجده منسوخاً من علم مصطلح الحديث عندالمسلمين.
وعندما قرر النقاد الغربيون إنشاء علم النقد النصي، كان لابد من تقسيم هذا العلم إلى ٣ محاور:
١.النقد الأعلى
٢. النقد الأدنى
٣. الشواهد الخارجية
أولا:النقد الأعلى،وهو يشبه إلى حدٍ كبير علم الرجال عندالمسلمين و يتم من خلاله معرفة كاتب الكلام وتفاصيل حياته المهمه التي لها علاقة بالنص المكتوب. ومما يدعو الى
الاهتمام ، هو ملاحظة تماشي المعاييرالغربية مع علم الحديث عند المسلمين. فبعض الإشكاليات التي لم يكن يوما لها أهمية في التراث الكنسي، أصبحت بعد تطبيق علم النقد النصي من الأهمية بمكان أنها تحدد قبول النص من عدمه. فمثلا عدم لقاء بولس الرسول بالمسيح عليه السلام لم تشكل يوما أي إشكالية في التراث الكنسي. لكن الان ،فعدم إلتقاء بولس بالمسيح يعتبر مشكلة ثقة في مصداقية الرواية. وهو تماما ما كان عليه الحال عند المسلمين في القرون الأولى. فعدم التقاء الراوي بمن روى عنه كان يكفي لإسقاط أية رواية. مثال آخر وهو ضرورة معرفة الكاتب.فبعد أن كانت الثقة بكتبة الأناجيل من المسلمات، أصبحت مسألة مشكوك فيهاوأصبح عدم معرفة الكتبة إشكاليةأخرى. فظهرت طائفة من العلماء الأكاديميين الغربيين وأطلق عليها لاحقا اسم"المتشككون" والذين تم اتهامهم بإثارة الشكوك حول كلمة الله فقط لأنهم شككوا بنسبة الأناجيل الأربعة الى كاتبيها،مثل الدكتور
BART D EHRMAN الذي له دراسات وكتابات في تاريخية العهد الجديد. ومرةأخرى، اصبح عدم معرفة أسماء كتبة الأناجيل على وجه الدقة إشكالية أخرى تهددمصداقيةالتراث الكنسي. وهذا أيضا مأخوذ من المسلمين، فجهالةالرواةمسقطة للرواية. ومن هذه الأمثلة كثير لا يتسع المقام الي ذكرها. أماالمحورالثاني فهوالنقد الأدنى والذي يركز على النص المكتوب من دون الالتفات الى الكاتب ،لمن كتب ، أو لماذا كتب. وهو علم نقدالمتون عند المسلمين. أما المحور الثالث:فهوالشواهدالخارجية،وهو يشبه معرفة الأشباه والنظائر في علم مصطلح الحديث.والذي من خلاله يؤتى بالأقوال والشهادات ممن عاصرواهذاالنص أو جاؤوا بعده بقليل،والذي يثبت بطريقة أو بأخرى صحة هذاالنص.
لقد أصبح
لنا الحق
أن نتحسر
على تاريخنا
وإلى أي
مستوى هبطنا.
لقد سرق
الغربيون علومناواستفادوا
منها ونسبوها
إليهم، زاعمين
أن لهم
الفضل في
تنوير البشريةومدعين
أنهم كانت
عندهم الشجاعة
الكافية إلى
عرض تراثهم
على المعايير
العلمية لتدقيقها
وإثبات صحتها
من عدمه،
ولم يعلموا
أن علماء
المسلمين قد
سبقوهم بقرون
وكانت عندهم
الشجاعة الكافية
لعرض ما
نسب الى
تراثنا من
روايات وعرضها
على هذه
المعايير التي
ألزموا بهاانفسهم.
وهذا بيان
لاخواننا الذين
ينتسبون الى
الإسلام،والذين
صاروا للغرب
مطية. هذا
الغرب الذي
يدعوناالى
تنقيح تراثنا،زاعمين
أن المسلمين
يخافون من
انهيار هذاالتراث
إذا طبقوا
هذه المعايير
العلمية. لقد
حق لنا
ان نفتخر
بأجدادنا، ولكن
الأولى بنا
أن نبكي
على حالنا.
فبعد أن
صُدعت رؤوسنا
بالكلام عن
الحرب الفكرية
وأن الحرب
الجديدة هي
حرب على
العقيدة والفكر،
ها هو الغرب يعطي المسلمين السلاح الذي من خلاله يمكنناأن نهزمهم به. فالذي
يغيب عن
كثير من
من الناس أن
نتائج دراسات
النقد النصي،
الذين هم
اقروها بانفسهم
واعترفوا بها
حتى من
قبل الكنيسة،
،ستعطي المسلمين
الأسبقية في
هذه الحرب
لانه ببساطة
خلاصة دراساتهم
تقول أن
تاريخهم مشكوك
به والذي
ليس له
تاريخ، فلا
مستقبل له.
و أرى
انه من
الواجب على
الهيئات العلمية
العربية دعم
كل الباحثين
المهتمين بمصداقية
وأصول الكتاب
المقدس، لان
في هذا
دعوة لهم
الى هذا
الدين، ثم
ضرب للأساس
العقدي الذي
يستندون اليه
،و الا
تُترك جهود
الباحثين المسلمين
مشتتة و
معتمدة على
المبادرات الفردية،
وأن يكون
هناك مكتبة
كاملة حتى
يرجع إليها
من قرر
ان يكون
محارباً في
هذا المجال.:
أ. الصـــ
نبيــــــه ــبّاغ
الباحث في مقارنة الأديان و تاريخ الكتاب المقدس
This entry was posted on أبريل 26, 2017, and is تسميات
نقد نصى
. Follow any responses to this post through RSS. You can leave a response, or trackback from your own site.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق