أ.نبيه الصبّاغ: الأثر البوذي في التراث المسيحي
الأحد، 30 أبريل 2017 أبريل 30, 2017
﷽
نقدم لإخواننا مقالاً بحثياً حول موضوع التشابه بين الديانة المسيحية و اثبات اقتباسها من الأديان السابقة لها. نسأل الله القبول و نتمنى أن تتحقق الفائدة من هذا المقال.
مع تحيات أخيكم
نبيه الصباغ
الباحث في مخطوطات و تاريخ الكتاب المقدس
الأثر البوذي في التراث المسيحي by NABIH SABBAGH on Scribd
هل إله الإسلام هو الذي أغوى الشيطان ؟
الجمعة، 28 أبريل 2017 أبريل 28, 2017
هل إله الإسلام هو الذي أغوى الشيطان ؟ (الأعراف16 ).
قالوا: إن إله الإسلام هو من أضل الشيطان عن الحق
والطريق المستقيم، فإذا بالشيطان يتعهدُ بإضلالِ البشرِ لأن الله هو الذي أضله
أولًا…..
وقد كتب وقال بعضُهم : إن الشيطان كان مظلومًا
...
تعلقوا
على ذلك بقوله: "
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ"
(16)(الأعراف ).
وبقوله
I : "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ
لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)"( الحجر).
الرد على الشبهة
أولًا: إن القرآن حكي حديثًا دائرًا بين الله I وبين الشيطان ؛ ولم يقل الربُّI إني قد أضللتك، بل ظن الشيطانُ سوءًا في داخله بأن
اللهَ I أرد إضلاله، وذلك لما
قال له اسجد لآدم فرفض! فظن بذلك أنه جذبه للضلال(الإغواء)...
جاء
هذا الحديث في الآتي:
1- سورة الأعراف:
"قَالَ مَا مَنَعَكَ
أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ
فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ
تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18) وَيَا آدَمُ
اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19)".
2- سورة الحجر:" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ
(32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ
مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ
إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ
(38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ
عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا
مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)"
فالله لم يغويه في الحقيقية ولم يرد إغوائه؛
إنما الكبر الذي بداخله هو من ألهاه وأغواه....
ثم وعد اللهَ بأنه سيغوي – سيضل – كل البشر
خاصة المؤمنين إلا من سيجاهد..وذلك بعد أن صار من الغاوين.....
ثانيًا:
إن قيل: إن هناك
آيةً في القرآنِ تقولُ: إن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فما المناع من أن يكون
الله أراد إضلاله ؟
قلتُ : إن الخلق مخيرون في اختار الخير و الشر،
والحق والضلال، وإبليس رفض أمر اللهI بإرادته لما طلب منه I السجود لآدم مثل بقية الملائكة الحضور....
وعلى هذا أقول في قوله I : ]أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ
سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ [ (فاطر8) .
إن اللهَ يهدي من يشاء فضلًا ، ويضل من يشاء عدلًا،
يهدي من يستحق الهدايةَ، ويضلُ من يستحق الضلال، وذلك بعد النذيرِ، وإقامةِ الحجة
والبراهين....
يدلل على ما سبق ما يلي:
1- قولهI : ] وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [ (الإسراء15).
2- قولهI : ]إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)[ (فاطر).
3- قولهI : ] لَقَدْ بَعَثْنَا فِي
كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ
فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)) [النحل).
4- قولهI : ]وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ
عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) [ (الرعد).
5 - أن اللهَI لا يضل الأنبياءَ والرسلَ كما هو حال الكتابِ
المقدس بل ينصرهم، ويدافع عنهم ...
يقول I ] : إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [
(غافر51 ) .
6- ليس في كتابنا آياتٌ تدل على ظلمِ اللهِ لأنبيائِه
ولعبادِه .... بل
يقول I : ] إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ
حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) [ (النساء ).
7- قولهI :" وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا
الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ (17)"(فصلت).
نلاحظ من الآية: أن قوم ثمود هم
أنفسهم لم يريدوا الهداية واختاروا الضلالةَ عن محبة وإيمان ..حتى أنهم استحبوا
العمى على الهدى...
أما إبليس فقد زُيِّنَ لَهُ سُوءُ
عَمَلِهِ فَرَآهُ حسنًا ، وذلك لما رفض أمر الله بالسجود لآدم واختار قياسًا
فاسدًا ؛أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ...ثم الصق خطئه على ربَّه بأنه
أضله، بل بدأ عداءً مع ربِّه وعباده I...
ثالثًا: إن
الضلالَ الحقيقي الذي يدور في أذهانِ المعترضين هو ما نسبه الكتابُ المقدس إلى
الربِّ بأنه كان يضل الأنبياءَ والبشرَ ويقسي قلوبَهم؛ بل ويضل طريقهم.... فما
بالك بإضلال الشيطان؟!
جاء ذلك في عدة مواضعٍ كما يلي:
1-
سفر الخروج إصحاح 10 عدد 1 " ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ، فَإِنِّي
أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لِكَيْ أَصْنَعَ آيَاتِي هذِهِ
بَيْنَهُمْ ".
الملاحظ
: أن اللهَ هو من قسى قلبَ فرعونَ وعبيدِه ؛ ليُهلكهم كما ذكر النصُ وغيرُه من
نفسِ السفر، ففي الإصحاح 7 عدد 3 " وَلكِنِّي أُقَسِّي قَلْبَ
فِرْعَوْنَ وَأُكَثِّرُ آيَاتِي وَعَجَائِبِي فِي أَرْضِ مِصْرَ. 4وَلاَ
يَسْمَعُ لَكُمَا فِرْعَوْنُ حَتَّى أَجْعَلَ يَدِي عَلَى مِصْرَ، فَأُخْرِجَ
أَجْنَادِي، شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ
" .
2-
سفر حزقيال إصحاح 14 عدد 9 " َإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَمًا، فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ
أَضْلَلْتُ ذلِكَ النَّبِيَّ، وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسْطِ
شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 10وَيَحْمِلُونَ إِثْمَهُمْ. كَإِثْمِ السَّائِلِ
يَكُونُ إِثْمُ النَّبِيِّ ".!
الملاحظ من النصين: أن اللهَ يضلُ النبيَّ الذي يُرسله....!
وأتساءلُ: أليس
هذا دليلًا على ضلالِ أنبياءِ الكتابِ المقدسِ بزعمِ تلك النصوصِ ؟!
3- سفر الملوك الأول إصحاح 22 عدد 23وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ
كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ
عَلَيْكَ بِشَرّ»... !
4- سفر حزقيال إصحاح 20عدد 24 " لأَنَّهُمْ لَمْ
يَصْنَعُوا أَحْكَامِي، بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي، وَنَجَّسُوا سُبُوتِي،
وَكَانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ. 25وَأَعْطَيْتُهُمْ
أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ، وَأَحْكَامًا لاَ يَحْيَوْنَ بِهَا، 26وَنَجَّسْتُهُمْ
بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحْمٍ، لأُبِيدَهُمْ،
حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ ".
الملاحظ من النصوصِ: أن الربَّ بحسب ما نُسب إليه
أضل البشرَ ونجسهم ...!
5- سفر إشعياء إصحاح 63 عدد 17 " لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ
طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ،
أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ ".
6- سفر إرميا إصحاح16 عدد 13 " فَأَطْرُدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ لَمْ
تَعْرِفُوهَا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَتَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً أُخْرَى
نَهَارًا وَلَيْلاً حَيْثُ لاَ أُعْطِيكُمْ نِعْمَةً ".
7- رسالة بولس تسالونيكي الثانية إصحاح 2 عدد10 " وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ
الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ
حَتَّى يَخْلُصُوا. 11وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ
عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ
جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ" .
8- رسالة بولس إلى
رومية إصحاح 9 عدد 18 " فَإِذًا هُوَ يَرْحَمُ
مَنْ يَشَاءُ، وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ" .
لا تعليق !
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه : من هو الإله الذي يقسي القلوب ، ويضل الأنبياء
، ويعاقب بالنجاسات، وعبادة الأصنام وسوء المورثات....؟!
أما قصة عقاب الشيطان فقد ظهرت في سفر التكوين حيث كان
على هيئة حية كما قال المفسرون؛ عوقبت بمحو أرجلها، وأمست تزحف على بطنها، بل
وتأكل تربًا...!
كتبه الأستاذ/ أكرم حسن مرسي
أ. نبيه الصباغ: نصوص الكتاب المقدس غير موثوقة الوحي
أبريل 28, 2017
بسم الله الرحمـــــــــــــــــــــــــــــ الرحـــــيم ــــن
لم يعد بإمكان أحد من المهتمين بدراسة الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد لأن ينكر حقيقة علمية أقر بها العلماء الدارسين لتاريخ الكتب المقدس ألا و هي “عدم وثاقة وحي نصوص الكتاب المقدس”, او بمعنى آخر, فإن السؤال عن مصدرية نصوص الكتاب المقدس بات سؤالا لازما في معظم بل كل نصوص الكتاب. و ها هي شهادة أخرى لعلماء الكتاب المقدس تشكك في أن نصوص الكتاب موحى بها من عند الله. فقد ورد في كتاب “THE BIBLE THROUGH THE AGES” أو “الكتاب المقدس عبر العصور” ما يدل على ما ذكرناه آنفا. و قبل ان نشرع في إيراد تلك الشهادة, لا بد أن تعطي القارئ الكريم لمحة بسيطة عن هذا الكتاب و مدى دقته في نقل اي معلومة عن الكتاب المقدس.

اسم الكتاب: THE BIBLE THROUGH THE AGES أو الكتاب المقدس عبر العصور.
المؤلف و الناشر: موسسة THE READER’S DIGEST ASSOCIATION,Inc, Pleasantville, New Yorkالكتاب مؤلف من خمس فصول تضم 384 صفحة مقسمة كما يلي:الفصل الأول: THE ORAL TRADITION أو التقاليد الشفويةالفصل الثاني: THE WRITTEN WORD أو الكلمة المكتوبةالفصل الثالث: Words of a New Faith أو كلمة عن إيمان جديدالفصل الرابع: Copying the Word أو عصر نسخ الكلمةالفصل الخامس: The Printed Word أو عصر الطباعة
و كما هو واضح من تقسيم الفصول, فإن الكتاب يعرض المراحل التاريخية التي مرت بها نصوص الكتاب المقدس من عصر “الكلمة الشفوية” إلى عصر النصوص المطبوعة في زماننا هذا.
يقول مؤلفو هذا الكتاب:” إن تاريخ الكتاب المقدس لم ينته مع انتهاء كتابة آخر نص منه . فبمجرد الانتهاء من كتابة نصوص الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد, كان متوجبا على الناس أن يقرروا هل هذه النصوص موحى بها من الله أم لا, و هل النصوص تستحق أن تكون مقدسة أم لا. فإنه من المعلوم أن كتب العهد الجديد لم يتم إقرارها إلا في نهاية القرن الرابع, ثم مرت هذه الكتب بمرحلة من النسخ و إعادة النسخ, مما أوجب على الدارسين لهذه الكتب أن يعطوا عناية كبيرة بالنصوص حتى يستخلصوا كتبا “مقدسة” خالية من “أخطاء” الكتبة و النساخ حتى يتم ترجمة هذه النصوص إلى لغات شتى حتى يتيسر لكثير من الناس أن يفهموها و يستفيدوا منها” نفس الكتاب ص 11.
يأتي هنا السؤال الذي حيّر و الذي يعتبر معضلة في تاريخية الكتاب المقدس, هل النصوص التي تخضع لأخطاء النساخ, يمكن أن نثق في وحيها؟ و اذا وردت أخطاء في النصوص المقدسة, فكيف نعلم ما هو الصواب فيها؟ و كيف سنعلم مراد الله من كلامه إذا غيره قلم الكتبة كما ورد في إرميا 8:8 كيفَ تقولونَ: نَحنُ حُكَماءُ وشَريعَةُ الرَّبِّ معنا؟ حَقًّا إنَّهُ إلَى الكَذِبِ حَوَّلها قَلَمُ الكتبةِ الكاذِبُ?.
أ.نبيه الصبّاغ
باحث في تاريخ الأديان و تاريخ الكتاب المقدس
أ.نبيه الصباغ: حوار مع مشرفي غرف النصارى
أبريل 28, 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم اليكم تسجيلاً صوتياً لحوارٍ للأخ نبيه الصبَّاغ , غفر الله له و لوالديه, مع مشرفي إحدى الغرف النصرانية التي تهاجم الإسلام على برنامج البالتوك. قصة هذا الحوار أن مجموعة من مشرفي الغرفة النصرانية قاموا بالدخول لغرفة أهل السنة و الجماعة , غرفة حراس العقيدة , محاولين القيام بما يُعرف على هذا البرنامج بالغزوة, و هو أن يقوم مجموعة من المشرفين من الغرفة النصرانية بمهاجمة غرفة حراس العقيدة و التشغيب على المحاورين و طرح أكبر عدد من الشبهات على الإسلام و رسوله و كتابه و رموزه دفعة واحدة و القيام بتسجيل هذه الغزوة في محاولة لإظهار أن المسلمين عاجزين عن إجابة أسئلتهم عن الإسلام. فكان من تقدير الله عزَّ و جلّ بأن يسَّر لأخيكم نبيه الصبَّاغ أن يتصدى لهذه الهجمة بما أنعمه الله عليه بمنٍّه و فضله من علم بسيط , فكان نصراً من الله لدينه و لا فضل لنا فيه , و الحمد لله رب العالمين.
التسجيل مدته تقارب أربعة ساعات مستمرة من الحوار مقسمة على مقطعين بجودة صوت عالية. تناول المحاورون مواضيع عديدة مثل: أسئلة حول نصوص سفر هوشع في العهد القديم, الأدلة العلمية على عدم وثاقة ثبوت نصوص الكتاب المقدس, و افتراءات حول القرآن الكريم. نتمنى لكم استماعاً مفيداً و مأجوراً , و اللهَ تعالى نسأل أن يتقبل منا ما قدَّمنا , و الحمد لله رب العالمين.
أخوكم الصـ نبيـــه ــبَّاغ
الذي يجدونه مكتوبا عندهم
أبريل 28, 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز و جل في سورة الأعراف:” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”. و لو نظرنا في الأية جيداً فلا بد أن يكون اسم النبي صلى الله عليه و سلم مكتوباً بحروفه و شكله في كتب أهل الكتاب. و اليوم نقدم للقراء الكرام صورة عن رسم اسم النبي صلى الله عليه و سلم في العهد الجديد عند النصارى, كما ورد في إنجيل يوحنا ٢٦:١٥ الذي يقول: 26” ومتى جاء المعزي الذي سارسله انا اليكم من الاب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي”, و الذي ورد في النسخة الإنكليزية:”“But when The Redeemer of the accursed comes, him whom I shall send to you from the presence of my Father, The Spirit of Truth, he who proceeds from the presence of my Father, he shall testify concerning me.”
فكما يظهر أن كلمة المعزي في العربية تُرجمت إلىREDEEMER في اللغة الإنكليزية. أما إذا نظرنا إلى كيفية كتابة كلمة REDEEMER باللغة الآرامية, فستجد أن رسمها هو “محمد”. هذا قليل من كثير و الله أعلم.
أ.نبيه الصباغ
باحث في مقارنة الأديان و تاريخ الكتاب المقدس
تابعونا على صفحتى على الفيس بوك
الأستاذ أ.نبيه الصباغ
وعلى تويتر
الكتاب المقدس و معركة التاريخ
الأربعاء، 26 أبريل 2017 أبريل 26, 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله خير خلق الله ثم اما بعد:
فإن العالمين الإسلامي والغربي يخوضان معركة جديدة من نوع غير مألوف ولم يعتد عليه عامة الناس, ألا وهي معركة الفكر ,معركة المصداقية والكذب. وفي ظل الموجة السائدة في هذا الزمان في الشرق والغرب ,وهي موجة العودة الى التدين, والتي أصبحت ملموسة بوضوح من خلال ارتفاع مستوى الالتزام الديني بين شبابنا والذي جاء نتيجة ارتفاع مستوى الوعي للواقع متزامنة مع الثورة التكنولوجية التي يسرت الوصول الى المعلومة من غير وسيط أو وصي أو قيود على الافكار, فقد أصبح هذا ملموساً أيضا في التوجه الغربي الى التدين اليميني في محاولة لبعث روح الأمجاد الصليبية التي كانت مدفونة في قبر وهمي تحت مسمى الديمقراطية والليبرالية والحرية و حقوق الإنسان والمساواة بين بني البشر زاعمين أن فكرة سمو الرجل الأبيض في المجتمع الغربي الأورو-امريكي هو شيء من التاريخ الذي عفى عليه الزمن. وحتى يتم المشهد وتتم لهذه المعركة اركانها، كان لا بد منالخصوم في هذه المعركة أن يحيوا روح التمسك بأصل المعتقد الذي هم عليه ألا وهو الكتب المقدسة عند كلا الطرفين. فكانت العودة إلى القرآن الكريم والالتزام بأوامره و نواهيه هي السمة الغالبة على شبابنا العائد الى الالتزام. وكان الحال هو نفسه عند الطرف الآخر، و أصبح واضحا إلتزام زعماء المجتمع الغربي الأورو-امريكي بمرجعيتهم الدينية. ولا يمكننا افتراض ان ما نسمعه يوميا من زعماء هذا المجتمع تجاه الإسلام هو شيء عارض لا يمثل قيم وأخلاق وتوجهات هذه المجتمعات. وخير دليل على هذا هو وصول الشخصيات والاحزاب المسيحية اليمينية المتطرفة فكرياً إلى مراكز الحكم في بلادهم عبر انتخابات حرة نزيهة كما يزعمون ،مما يعبر عن التوجه الفكري السائد مؤخرا في تلك المجتمعات، و قد صدق فيهم قول الله تعالى "(وما تخفي صدورهم أكبر)". فاصبح سعيهم لتكذيب القرآن الكريم وإثبات صدق الكتاب المقدس هو احد الأسلحة المستخدمة في تلك المعركة. وقد رأينا أن أفضل طريقة لجعل كيدهم في نحورهم، هي ببساطة ان نقلب الطاولة عليهم و نوجه عليهم اسلحتهم، وأن نشغلهم بأنفسهم وأن نوجه مجهوداتهم في تكذيب القرآن ، إلى محاولة إثبات صدق الكتاب المقدس. وحتى نأتي على بنيانهم من اركانه، فإنه يجب علينا أن نشككهم في كتابهم الذي هو اصل معتقدهم. ويكفينا كمسلمين قول الله عزوجل "(فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا")، ولكن القرآن ليس بحجة عليهم، فكان لابد من الناحية الموضوعية و الحيادية البحثية، ان نسلط عليهم اقوال بني جلدتهم من العلماء الغربيين المتخصصين أكاديميا في مجال أصول الكتاب المقدس. وخلال بحثي و قراءتي في مقالات و كتب أحد هؤلاء العلماء، حضرني قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" فوقع اختياري على عالم له شهرة كبيرة في مجال تاريخ الكتاب المقدس الا وهو الدكتور بارت ايرمان BART EHRMAN.
(الدكتور بارت ايرمان) هو رئيس قسم الدراسات الدينيه في جامعه نورث كارولاينا وله كتب ومناظرات عديدة، وحائز على جوائز علمية عالمية ويعتبر من اعلم الناس في تاريخ العهد الجديد، كما أثنى على أعماله معظم النقاد و الصحف الغربية. (والدكتور بارت ايرمان) قد درس تاريخ العهد الجديد في اهم المعاهد الإنجيلية في الولايات المتحد الأمريكية وقال عن نفسه أنه كان من الملتزمين دينيا والمؤمنين مسيحيا، وقد ترأس كنيسة في (شيكاغو لمدة عام )كما قال هو عن نفسه في مقدمة احد كتبه. وبعد أن تعمق في دراسة أصول العهد الجديد و رأى الكم الهائل من التناقضات والاختلافات بين المخطوطات، ظل متشككاً لسنوات طويلة الى أن وصل به الحال الى أن أعلن تبرأه من الإيمان الديني. ولكن هذا لا ينفي شهرة (الدكتور ايرمان و رسوخ قدميه في مجال العلم الأكاديمي البحت، وكتبه الكثيرة خير شاهد على ذلك. و لطالما كانت كتابات (الدكتور إيرمان واراؤه سبب جدل في الاوساط العلميه و بين الاكاديميين المتخصصين في تاريخ العهد الجديد .و كانوا يعتبرون الدكتور إيرمان ممن ينتمي الى طائفه المشككين skeptics”"، و قد وصل الحال ببعضهم ان يتهمه انه مسلم متخفٍ . ونحن وان كنا نتمنى الخير لكل البشر ونعلم علم اليقين ان مثل هذا الامر ,اعني الاسلام ,لا يخفى علي مثل الدكتور ايرمان, و لكنا نتذكر قوله تعالى :"انك لاتهدي من احببت". و محور اهتمامنا في اقوال الدكتور ايرمان وكتاباته ينحصر في الناحيه التاريخيه فقط ولا نتبنى معتقداته الثيولوجية لا من قريب ولا من بعيد . ومن خلال رده على هذه الاتهامات اورد الدكتور ايرمان الاسباب التي جعلته يشكك في أصول ومصداقية الكتاب المقدس خاصة العهد الجديد منه ,وأورد تلك الأسباب في عدة نقاط جاءت كالآتي:
أولا:نحن,بحسب الدكتور ايرمان, لا نملك المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس, بل نملك الاف النسخ والتي يعود تاريخ معظمها لعدة قرون بعد تلك النسخ الاصلية مما يحدث فراغا زمنيا وانقطاعاًاسنادياً بين النسخة الاصلية وأقدم نسخة بين أيدينا قد يصل إلى ثلاث قرون من الزمان.
ثانياً :ليست واحده من تلك النسخ التي بين ايدينا الان منسوخه عن النسخه الاصليه التي كتبها الكاتب الاصلي .
ثالثا :كل النسخ التي وصلت الينا فيها اخطاء وقعت من ناسخ المخطوطه عمدا او خطا .
رابعاً: نحن لا نعلم عدد الاخطاء الموجوده في النسخ التي بين ايدينا , فان عدد الاخطاء الموجوده في الكتاب المقدس تصل ما بين 300او 400الف و بعض الاراء تقول انها 500000, لذلك يعتقد الدكتور بارت ايرمان ان عدد الاخطاء يفوق عدد كلمات العهد الجديد. و لكن لحسن الحظ وبحسب الدكتور ايرمان, ان الكثير من تلك الاخطاء والتغييرات غير مؤثره على الشكل العام للعهد الجديد ومنها لا يعدو ان يكون خطأ املائياً يُظهر أن الكاتب قديما لم يكن يحسن تهجئه الكلام افضل من طالب في المرحله الابتدائيه في زماننا الحالي.
خامساً: هناك اخطاء و تغييرات اصعب من تلك التي ذكرناها سابقا حيث يُلاحظ أن السياق العام للنص يتجه في اتجاهين مختلفين و كلا الاتجاهين قد يكون صحيحا, و في هذه الحالة, يتوجب على المتخصصين في النقدالنصي أن يحددوا لنا ماذا تقول المخطوطة الأصلية.
سادساً: هناك بعض الأماكن في العهد الجديد هي من الصعوبة بمكان انه يستحيل على العلماء المتخصصين في النقد النصي أن يتفقوا وعلى وجهة نظر واحدة حول الموضوع. نعم, هناك مواضع في العهد الجديد يستحيل الوصول الى حل حولها يرضي جميع الأطراف. وقد تبلغ هذه المواضع من الأهمية في بعض الأحيان أنها قد تؤثر على ترجمة الآية أو الفقرة أو حتى الكتاب كله.
سابعاً: وإن كنا نقول, بحسب الدكتور ايرمان ,ان هذا كله لا يعني أن نصوص العهد الجديد غير اصلية, ولكن هناك مواضع كثيرة يستحيل علينا في هذا الزمان أن نعلم ماذا يقول النص الأصلي.
ثامناً: نستطيع أن نستشرف من مقالات الدكتور إيرمان وكتبه أن هناك كم هائل من التناقضات بين الكتب الموجودة حاليا في العهد الجديد ,وعلى سبيل المثال لا الحصر, الاختلافات والتناقضات الموجودة في قصة صلب المسيح عليه السلام المزعومة في إنجيلي مرقص و متى والاختلافات في وصف حال المسيح عليه السلام عند إسلامه الروح.
أما من ناحية تقنيات نقل المخطوطات القديمة من جيل الى آخر, فهناك اجماع بين العلماء المتخصصين في تاريخ الكتاب المقدس أن كل النصوص والكتابات التي كانت موجودة قبل اكتشاف الطباعة والتي انتقلت من جيل إلى آخر عبر النسخ اليدوي, قد أصابها شيء من التغيير والتبديل والتحريف. واذكر في هذا المقام مثالين لعالمين معتبرين في هذا المجال. الأول هو الدكتور ايمانويل توڤ صاحب كتاب The textual criticism of the Hebrew Bible حيث أفرد قسما كاملا في كتابه المذكور للكلام عن هذا الموضوع. والعالم الثاني هو الدكتور بروس ميتزغر ((BRUCE METZGER الذي ألّف كتابا كاملا جعل عنوانه: TEXT OF THE NEW TESTAMENT ,Its Transmission, Corruption, and Restoration ," أو "نصوص العهد الجديد: نقلها, تحريفها و محاولة استعادتها", والذي فصل فيه تفصيلا دقيقا حول هذا الموضوع وأورد أمثلة كثيرة قد تفيد الباحثين.
ولابد من الإشارة ان النقاط المذكورة أعلاه حول الكتاب المقدس هي موضع إجماع بين العلماء المتخصصين سواءً كانوا من المشككين في أصول الكتاب أو من المؤمنين به على حد سواء. فالمعلومات الواردة هي معلومات تاريخية بحتة ولا تتعلق بالايمان لا من قريب ولا من بعيد.
لابدأن الفت نظر القارئ الكريم انه بمثل هذه الأسلحة العلمية الفكرية تتضاعف آمالنا في بيان الحق لنا ولهم. وليعلم هؤلاء أن للتاريخ أنياب لن ينجو منها من كان إيمانه هشاً وكتابه مكذوباً كما هو حال الكتاب المقدس، ولكن يكسر هذه الأنياب من كان إيمانه صلباً وكتابه صادقاً، كما هو حال القرآن الكريم.
هذا والله ولي التوفيق.
أ.نبيه
الصباغ
الباحث في مقارنة الأديان
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)




