الأحد، 30 يوليو 2017 يوليو 30, 2017
شبهة ورد تتعلق بمعاوية رضى الله عنه
قالوا (( إن معاوية سم الحسن بن علي رضي الله عنه ))
الـــــجــــــوابــــــــــــ
اولا : هذا الادعاء باطل وذلك لأسباب وهي :أ - أنه لم يثبت أي دليل صحيح عليه، وإن كان عند الشيعة نقل ثابت عن عدل فليرشدونا إليه لا أن يتهموا صحابيا دون أن يأتوا ببينة على ادعائهم ومثل هذا لا يحكم بها في الشرع باتفاق المسلمين فلا يترتب عليه أمر ظاهر :لا مدح ولا ذم
ب- كان الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء وكل في فرقة تنسب للأخرى ما يذمها وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط
ج- إن هذه الحادثة قصة دس سم من قبل معاوية للحسن تستسيغها العقول في حالة واحدة فقط وهي كون الحسن بن علي رضى الله عنه رفض الصلح مع معاوية رضي الله عنه وأصر علي للقتال ولكن الذي حدث أن الحسن صالح معاوية رضي الله عنه وسلم له بالخلافة طواعية وبايعه عليها فعلى أى شئ يقدم معاوية على سم الحسن رضى الله عنه؟ ؟؟؟؟!!
لا نلمس لهذه القضية أثرا في قضية قيام الحسين رضي الله عنه أو حتى عتابا من الحسين لمعاوية رضي الله عنهما ولو كان هذا حقا لذكر ذلك
ثانيا :أقوال أهل العلم في هذه المسألة
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (( وأما قوله إن معاوية سم الحسن فهذا مما ذكره بعض الناس ولم يثبت ذلك ببينة شرعية أو إقرار معتبر ولا نقل يجزم به وهذا مما لا يمكن العلم به فالقول به لا علم ((منهاج السنة 469/4)
قال الذهبي رحمه الله ((قلت هذا شيء لا يصح فمن الذى اطلع عليه (تاريخ الإسلام عهد معاوية ص 40 )
قال ابن كثير رحمه الله ((وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث الي جودة بنت الأشعث أن سمي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت فلما مات الحسن بعثت إليه فقال ((إن والله لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا؟ ))
أولا هذا ليس بصحيح وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى
قال ابن خلدون ((وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة وحاشا لمعاوية من ذلك )
ثالثا- أن الذي نقلنا عن حادثة سم الحسن بن علي رضى الله عنه ~~~~~((((روايات متضاربة ضعيفة)))*ْ~~~~~
بعضها يقول أن الذي دس السماء له هي زوجته.
وبعضها يقول أن أباها الأشعث بن قيس هو الذى أمرها بذلك (( الأشعث بن قيس.~~ روى البخاري ومسلم تسعة أحاديث (انظر ترجمه في الإصابة 66/1 ؛ الأعلام 334 1/333
مما يدل علي كذب هذه الرواية أن الأشعث بن قيس رضى الله عنه مات سنة أربعين وقيل إحدى وأربعين ولهذا لم يذكر في الصلح الذى كان بين معاوية والحسن بن علي في العام الذي كان يسمى عام الجماعة وهو عام 41هجرى وكان الأشعث حما الحسن بن علي فلو كان شاهدا لكان يكون له ذكر واذا كان قد مات قبل الحسن بنحو عشر سنين فكيف يكون هو الذى أمرها ابنته أن تسم الحسن ؟!!
وبعضها يتهم معاوية رضي الله عنه بأن أو عز الي بعض خدمه فسمه
وبعضها يتهم ابنه يزيد
وهذا التضارب في حادثة كهذه يضعف هذه النقول لانها يتزوجها النقل الثابت بذلك والرافضة لم يعجبهم من هؤلاء إلا الصحابي الجليل معاوية رضى الله عنه يلتقون به التهمة مع أنه أبعد هؤلاء عنها .
رابعا
إن من الدلالة علي ضعف تلك الاتهامات وعدم استنادها الي محسوس ،ما ذكر حول علاقة جعدة بنت قيس ويزيد حيث زعموا أن يزيد بن معاوية أرسل إلي جعدة بنت القيس أن سمي حسنا فإني سأتزوجك ففعلت فلما مات الحسن بعثت جعدة إلي يزيد تسأله الوفاء فقال :(إنا والله لم نرضك له أفنرضاك لأنفسنا )
ولعل الناقد لمتن هذه الرواية له عدة أمور :
هل معاوية رضي الله عنه أو ولده يزيد بهذه السذاجة ليأمرا امرأة الحسن بهذا الأمر الخطير الذي فيه وضع حد لحياة الحسن بن علي رضى الله عنهم وما موقف معاوية أو ولده أمام المسلمين لو أن جعدة كشفت أمرهما؟ !
هل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد وبالتالى تكون زوجة له أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفا ورفعة بلا منازعة إن امه فاطمة رضى الله عنها وجده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى به فخرا وابوه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين إذا ما هو الشيء الذي تسعى إليه جعدة وستحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير؟!
هل جعدة بنت الأشعث بن قيس بحاجة إلى شرف أو مال حتى تسارع لتنفيذ هذه الرغبة من يزيد وبالتالى تكون زوجة له أليست جعدة ابنة أمير قبيلة كندة كافة وهو الأشعث بن قيس ثم أليس زوجها وهو الحسن بن علي أفضل الناس شرفا ورفعة بلا منازعة إن امه فاطمة رضى الله عنها وجده الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى به فخرا وابوه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين إذا ما هو الشيء الذي تسعى إليه جعدة وستحصل عليه حتى تنفذ هذا العمل الخطير؟!
ولو كانت هي التي فعلت ذلك لما خفي ذلك على الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ولأقاموا عليها الحد فلم يفعلوا ذلك دل على أن هذا الأمر لا يستقيلم
خامسا اذا كان معاوية رضي الله عنه يريد أن يصفي الساحة من المعارضين حتى يتمكن من مبايعة يزيد بدون معارضة فإنه سيضطر الي تصفية الكثير من أبناء الصحابة رضي الله عنهم ولن تقتصر التصفية على الحسن فقط
سادسا أن بقاء الحسن من مصلحة معاوية رضى الله عنهما في بيعة يزيد فإن الحسن كان كارها للنزاع وفرقة المسلمين فربما ضمن معاوية رضاه وبالتالي يكون له الأثر الأكبر في موافقة بقية أبناء الصحابة
سابعا
أن هناك الكثير من أعداء الحسن بن علي رضى الله عنه قبل أن يكون معاوية هو المتهم الأول
أن هناك الكثير من أعداء الحسن بن علي رضى الله عنه قبل أن يكون معاوية هو المتهم الأول
فهناك السبئية الذين وجه لهم الحسن صفعة قوية عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية وجعل حدا لصراع المسلمين وهناك الخوارج الذين قاتلهم أبوه علي بن ابي طالب رضي الله عنه في النهروان هم الذين طعنوه في فخذه فربما أرادوا الانتقام من قتلاهم في النهروان وغيرها .
ثامنا :إن ثبت موت الحسن رضى الله عنه بالسم فهذه شهادة له وكرامة في حقه كما قال بذلك شيخ السلام ابن تيمية (منهاج السنة 42/4)
عــــــــــبـــــدالـــــــمـــــلــــك
This entry was posted on يوليو 30, 2017, and is تسميات
الرد على الشبهات
. Follow any responses to this post through RSS. You can leave a response, or trackback from your own site.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)


إرسال تعليق