الأربعاء، 30 أغسطس 2017 أغسطس 30, 2017
بسم الله وصلاه والسلام على رسول الله وبعد
#زعـــمــوا_أن_الــقــرآنـــــ_نـسبــ_لـلتــاريــخ_مــاليـس_مــنه_بــذكــره_حــادثــة_الــفيــل (*) يزعم بعض المغرضين أن ((حادثة الفيل سنه 571)) م التى أثبتها القرآن الكريم ليست صحيحة تاريخياً ، ولو افترضنا جدلاً وقوعها فإنها لم تقع بهذه الصورة الدرامية الأسطورية التى قصها القرآن ويرى هؤلاء أنه لا مبرر حقيقيا لإحاطة البيت الحرام بهالة من التقديس وادعاء الصون والحرمة والعناية الإلهية ولا مبرر كذلك لاتهام أبرهة بتبيت النية لهدم الكعبة لأن الأحباش حسب ادعائهم إنما خرجوا لقتال الفرس ثم عرجوا على الكعبة لينتقموا للصليب من العرب ويرمون من وراء هذا إلى الطعن فيما يورده القرآن من الأحداث التاريخية أو اتهامه على الأقل بتضخيمها والجنوح بها إلى عام الخيالوالأساطير
#وجــــهـــا_إبطال_الشــبهــة
1 إن في توظيف القرآن الكريم للتاريخ بسرد دقيق وواقعية محكمة ما يشهد لقصصه على وجه العموم بالصدق التاريخي وفي رواية أهل مكة لحادث الفيل وتأريخهم به وما سجله شعرهم في شأن هذا الحادث ما يشهد بصحة هذا الحادث وواقعيته في مقابل ما ادعاه بعضهم مما لا يستند إلى دليل
#زعـــمــوا_أن_الــقــرآنـــــ_نـسبــ_لـلتــاريــخ_مــاليـس_مــنه_بــذكــره_حــادثــة_الــفيــل (*) يزعم بعض المغرضين أن ((حادثة الفيل سنه 571)) م التى أثبتها القرآن الكريم ليست صحيحة تاريخياً ، ولو افترضنا جدلاً وقوعها فإنها لم تقع بهذه الصورة الدرامية الأسطورية التى قصها القرآن ويرى هؤلاء أنه لا مبرر حقيقيا لإحاطة البيت الحرام بهالة من التقديس وادعاء الصون والحرمة والعناية الإلهية ولا مبرر كذلك لاتهام أبرهة بتبيت النية لهدم الكعبة لأن الأحباش حسب ادعائهم إنما خرجوا لقتال الفرس ثم عرجوا على الكعبة لينتقموا للصليب من العرب ويرمون من وراء هذا إلى الطعن فيما يورده القرآن من الأحداث التاريخية أو اتهامه على الأقل بتضخيمها والجنوح بها إلى عام الخيالوالأساطير
#وجــــهـــا_إبطال_الشــبهــة
1 إن في توظيف القرآن الكريم للتاريخ بسرد دقيق وواقعية محكمة ما يشهد لقصصه على وجه العموم بالصدق التاريخي وفي رواية أهل مكة لحادث الفيل وتأريخهم به وما سجله شعرهم في شأن هذا الحادث ما يشهد بصحة هذا الحادث وواقعيته في مقابل ما ادعاه بعضهم مما لا يستند إلى دليل
2 إذا كان الأحباش خرجوا لقتال الفرس بالأصالة فلماذا لم يسلكوا الطريق البحري الأقصر والأسهل إلى بلاد الفرس ؟! وإذا لم يكن إهلاكهم بالحجارة معجزة وصونا للكعبة وعناية إلهيه بها فلماذا لم يُــصِــب الهلاك أحداً سواهم من العرب القريبين منهم والمجاورين لمعسكرهم ؟!
#أولا سرد القرآن للوقائع التاريخية وإحكام توظيفها ورواية أهل مكة لحادث الفيل وتاريخهم به وتسجيلهم له في شعرهم شاهد على_صحة قصص القرآن
معلوم بدءاً أن سير الأفراد والأمم يخضع لسنن دقيقة ومعلوم كذلك أن ازدهار الحضارات وانطفاءها وبقاء الدول أو فناءها لا يتم بصورة عشوائية ! وإنما يقع وفق قوانين صارمة صرامة لا تقل عن القوانين العلمية دقة واطراداً وقصص القرآن جزء مهم من التاريخ ومعرفته حصانة للباحثين لا يستغني عنها ذو لب وهو سرد واع موجة للتاريخ الأنساني ليس الغرض منه التسلية والتشويق بل الغرض منه التربية والتوعية وتجديد والمعاني بعد ذهاب أهلها لتكون عظة دائمة!! ومن ثم كان القصص القرآني مجالاً رحباً لمعالجة النفوس والجماعات من عللها المنوعة بما يلائمها من الدواء الناجع ، فسبك القصة ملحوظ فيه نقل ما يفيد الناس من بدء الوحي حتى قيام الساعة ولا يُــعول فيها على تحديد المولد أو الوفاء أو الموقع أو الهوية بقدر ما تركز على تقديم الشفاء النفساني والاجتماعي من خلال
تاريخ صادق وقصص حق ولعل من أبرز خصائص القصة القرآنية ومما يعنينا في هذا الصدد على وجه الخصوص : هيمنة الصدق على موضوعات القصة وأحداثها وبثها له في أحاسيس النفس البشرية توجيها وتقويما بعيداً عن الأساطير والخرافات والأكاذيب أما صدق القصة فنابع من أصل اشتقاقها ينفي أي اللغة فتبع الأثر الذي هو أصل اشتقاقها ينفي أي تخييل أو تلفيق أو تصوير لما لم يقع ويعني عملاً قياسياً كالقياس بالموازين والمكاييل وعملاً تسجيلياً لنتيجة القياس .وهو لا يتحمل في النتيجة أي زيغ عن الحقيقة العلمية المجردة ،ويزيد قصص القرآن في كونه خبر الله تعالى ومن أصدق من الله تعالي حديثاً ؟! فناهيك عن خبر يُــعلي التنزيل أمره ويعلن شرفه ويجعله أحسن الأخبار
معلوم بدءاً أن سير الأفراد والأمم يخضع لسنن دقيقة ومعلوم كذلك أن ازدهار الحضارات وانطفاءها وبقاء الدول أو فناءها لا يتم بصورة عشوائية ! وإنما يقع وفق قوانين صارمة صرامة لا تقل عن القوانين العلمية دقة واطراداً وقصص القرآن جزء مهم من التاريخ ومعرفته حصانة للباحثين لا يستغني عنها ذو لب وهو سرد واع موجة للتاريخ الأنساني ليس الغرض منه التسلية والتشويق بل الغرض منه التربية والتوعية وتجديد والمعاني بعد ذهاب أهلها لتكون عظة دائمة!! ومن ثم كان القصص القرآني مجالاً رحباً لمعالجة النفوس والجماعات من عللها المنوعة بما يلائمها من الدواء الناجع ، فسبك القصة ملحوظ فيه نقل ما يفيد الناس من بدء الوحي حتى قيام الساعة ولا يُــعول فيها على تحديد المولد أو الوفاء أو الموقع أو الهوية بقدر ما تركز على تقديم الشفاء النفساني والاجتماعي من خلال
تاريخ صادق وقصص حق ولعل من أبرز خصائص القصة القرآنية ومما يعنينا في هذا الصدد على وجه الخصوص : هيمنة الصدق على موضوعات القصة وأحداثها وبثها له في أحاسيس النفس البشرية توجيها وتقويما بعيداً عن الأساطير والخرافات والأكاذيب أما صدق القصة فنابع من أصل اشتقاقها ينفي أي اللغة فتبع الأثر الذي هو أصل اشتقاقها ينفي أي تخييل أو تلفيق أو تصوير لما لم يقع ويعني عملاً قياسياً كالقياس بالموازين والمكاييل وعملاً تسجيلياً لنتيجة القياس .وهو لا يتحمل في النتيجة أي زيغ عن الحقيقة العلمية المجردة ،ويزيد قصص القرآن في كونه خبر الله تعالى ومن أصدق من الله تعالي حديثاً ؟! فناهيك عن خبر يُــعلي التنزيل أمره ويعلن شرفه ويجعله أحسن الأخبار
: (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)) (يوسف 3) فما أبعده عن الأساطير والخرافات والأكاذيب وإذا تقرر في أذهاننا ضرورة استقراء الماضي
منظور القصص القرآني بليغ السرد مُحكم الرواية من جهة ،واستوثقنا من الهدف الذي رمى إليه السياق القرآني من جهة أخرى يسهل أن نوازن بين مؤدى القصة القرآنية وتاريخاً ،،لنقيم مدى التزام معطيات هذه القصة بسدى الواقع ولُــحمته . ومما يؤكد صحة هذا الحادث ودقة سرد القرآن له ، أدلة وشواهد لا يصمد أمامها الادعاء الواهي المكذب لها .ومن هذه الشواهد
منظور القصص القرآني بليغ السرد مُحكم الرواية من جهة ،واستوثقنا من الهدف الذي رمى إليه السياق القرآني من جهة أخرى يسهل أن نوازن بين مؤدى القصة القرآنية وتاريخاً ،،لنقيم مدى التزام معطيات هذه القصة بسدى الواقع ولُــحمته . ومما يؤكد صحة هذا الحادث ودقة سرد القرآن له ، أدلة وشواهد لا يصمد أمامها الادعاء الواهي المكذب لها .ومن هذه الشواهد
~~~~
1 معلوم أن حادث الفيل هذا وقع في( السنة التي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم )ومعنى هذا أن سورة الفيل التي عرضت في إيجاز بليغ معجز _ قصة هذا الحادث قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كان يعيش فيه من أهل مكة أناس رأوا حادث الفيل بأعينهم أو _على الأقل سمعوا عنه وبعضهم من أعداء النبي صلى الله وسلم فلو لم تكن هذه القصة حقيقة لظهر من أعداء النبي صلى الله وسلم والطعن عليه ولا سيما أنهم كانوا وقتئذ يتمنون أن يروا له سقطة أو عثرة أو كذبة فلولا أنه ذكرهم أمراً لا يتدافعونه ولا يستطيع العدو إنكاره للذي يرى من إطباق الجميع عليه لوجدوا أكبر المقال في تكذيبه والتشنيع عليه
خاصة كما تذكرنا كما هو معلوم أن القرآن الكريم
1 معلوم أن حادث الفيل هذا وقع في( السنة التي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم )ومعنى هذا أن سورة الفيل التي عرضت في إيجاز بليغ معجز _ قصة هذا الحادث قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في وقت كان يعيش فيه من أهل مكة أناس رأوا حادث الفيل بأعينهم أو _على الأقل سمعوا عنه وبعضهم من أعداء النبي صلى الله وسلم فلو لم تكن هذه القصة حقيقة لظهر من أعداء النبي صلى الله وسلم والطعن عليه ولا سيما أنهم كانوا وقتئذ يتمنون أن يروا له سقطة أو عثرة أو كذبة فلولا أنه ذكرهم أمراً لا يتدافعونه ولا يستطيع العدو إنكاره للذي يرى من إطباق الجميع عليه لوجدوا أكبر المقال في تكذيبه والتشنيع عليه
خاصة كما تذكرنا كما هو معلوم أن القرآن الكريم
كـــان_يـــتحـــدى_شــعـــور_العرب_وكثير_مــن_العرب_مـــاكانوا_يؤمنون_بالـــقرآنــــ_بـــل_كانوا_يتربصون_به لكي يأخذوا منه مأخذاً يردون به على آياته وهذا ظاهر من مواقفهم والآيات القرآنية التي تتحداهم بانكم لن تتمكنوا من أن تأتوا بمثل القرآن أو بعشر سور أو بسورة من مثله وهكذا فــُهم أحرص الناس على هفوة فيه ولذا كانوا أولى الناس بالتفتيش عن طريقة للرد على القرآن وقصة كتلك التي يدعون اختلاق القرآن لها يستحيل منطقياً أن تكون كما ادعوا ثم يتركها العرب دونما تشهير وإبانة وتنديد بها وبالقرآن جملة وتفصيلاً ، "لكن شيئاً من ذلك كله لم يتحدث ؛
وإنما نزلت سورة الفيل على النبي صلى الله عليه وسلام في مكة المكرمة ،
وسط_هؤلاء_العرب_الذين_يُــفترض_أن_منهم_من_عايشها_ورآها_( رأي العين )_فــتلقاها_جميعهم_بالقبولـــــ_لأنها_تقص_عليهم_حقيقة_معروفة عندهم لا شك فيها ولا يستطيع أحد إنكارها إن فيما أحدثه حادث الفيل في المجتمع المكي ما يكفي لبيان عظيم أثره من جانب وما يدل دلالة قطعية على (صحته_التاريخية) من جانب آخر فلقد تركت حملة (الفيل )* أثراً كبيراً في أهل مكة حتى
(#اعــتُــبِــرَت_مبدأ_تقويم )عندهم وفي هذا ما يدل على أهمته لدرجة تأريخهم به وما يدل بداهة على قطعية ثبوته ،وإلا لما ساغ أن يبدأوا تقويمهم به ، فهل يــعقل أن يؤرخ الناس لحياتهم بحدث لم يقع أصلا؟! إن هذا لا يستقيم عقلاً ومنطقاً ! #وقـــد_كانوا ~~~~ (((يقولون : فُــلان ولد في عام الفيل ، أو قبل العام بسنتين أو بعد العام بخمس سنوات ......." وهكذا " )))~~~~
صار أهل مكة يؤرخون بعام الفيل ((فى كتبهم ودواوينهم من سنة الفيل فلم تزل قريش والعرب بمكة جميعاً تؤرخ بعام الفيل ، ثم أرخت بعام الفجار ، ثم أرخت ببنيان الكعبة " وهكذا نرى اقتران حادث الفيل بأحداث جسام في الجزيرة العربية _ كحرب الفجار وبنيان الكعبة ولما كانت تلك الأحداث ثابتة لا يكاد يطعن فيها منصف ، ثبت وقوع ما اقترن بها التاريخ من حادث الفيل .
إن قدراً غير قليل من الشعر حفل بتسجيل الحادث بخيوطه ومــُلابساته ولعل الراصد المدقق يقف على ما يثبته هذا التواتر ضمناً فنحن إن نستقرئ قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي نجد أن حادثة الفيل حادثة لها خطرها في تاريخ الحجازيين خاصة ،و العرب عامة . وقد هزت الكيان القومي وإنما للعرب أجمع ، فإن البيت الحرام يعتبر رمزاً للوحدة العربية وشعاراً لحرية العرب ، وما غزو أبرهة له إلا محاولة للقضاء على هذه الحرية وتلك الوحدة .ولا غرو إذا ما هتف شعراء الحجاز بالقصيد يصبون جام غضبهم على المعتدي الأثيم ويهزجون بأهازيج النصر .
صار أهل مكة يؤرخون بعام الفيل ((فى كتبهم ودواوينهم من سنة الفيل فلم تزل قريش والعرب بمكة جميعاً تؤرخ بعام الفيل ، ثم أرخت بعام الفجار ، ثم أرخت ببنيان الكعبة " وهكذا نرى اقتران حادث الفيل بأحداث جسام في الجزيرة العربية _ كحرب الفجار وبنيان الكعبة ولما كانت تلك الأحداث ثابتة لا يكاد يطعن فيها منصف ، ثبت وقوع ما اقترن بها التاريخ من حادث الفيل .
إن قدراً غير قليل من الشعر حفل بتسجيل الحادث بخيوطه ومــُلابساته ولعل الراصد المدقق يقف على ما يثبته هذا التواتر ضمناً فنحن إن نستقرئ قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي نجد أن حادثة الفيل حادثة لها خطرها في تاريخ الحجازيين خاصة ،و العرب عامة . وقد هزت الكيان القومي وإنما للعرب أجمع ، فإن البيت الحرام يعتبر رمزاً للوحدة العربية وشعاراً لحرية العرب ، وما غزو أبرهة له إلا محاولة للقضاء على هذه الحرية وتلك الوحدة .ولا غرو إذا ما هتف شعراء الحجاز بالقصيد يصبون جام غضبهم على المعتدي الأثيم ويهزجون بأهازيج النصر .
ومـــن_الشعراء_الجاهليين الذين نظموا شعراً في هذه الحادثة يؤيد صدق ما جاء به
القرآن : 1- عبد الله بن الزبعرى ،
2- وأبو قيس بن الأسلت الأنصاري ،وكذلك
3- طالب بن أبي طالب بن عبد المطلب ،
4- وأبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي ،
5 - ونـــُفــيــل بن حبيب الخثعمي
6 - وعبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم
~~~~~~~~~~~~~
ومن هذا الشعر نختار قول_عبد_الله_بن_الزبعرى:
2- وأبو قيس بن الأسلت الأنصاري ،وكذلك
3- طالب بن أبي طالب بن عبد المطلب ،
4- وأبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي ،
5 - ونـــُفــيــل بن حبيب الخثعمي
6 - وعبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم
~~~~~~~~~~~~~
ومن هذا الشعر نختار قول_عبد_الله_بن_الزبعرى:
تَـــنكَــلوا عن بَــطنِ مَـــكَةَ إِنَــــهــا ***** كانَـــت قَـــديما لا يثـــرَامُ حَـــرِيـــمُها
لَم تـــُـــخلَقٍ الشعرى ليالي حــُرمت ***** إِذ لا عَـــــزيزَ من الأَنــامِ يَــرُومُــهــــا
سائِل أميرَ الَــجيشِ عنــــها ما رَأَى **** ولَســوفَ يُــبنـــي الجاهِــليــنَ عليــمُـــهـــا
سِــتُونَ أُلــف لَم يَئُوبوا أرضـــهــم **** بل لَـــم يَـــعِــشْ بَعــْدَ الإِيــابِ سَــقيِــمُــهـــا
لَم تـــُـــخلَقٍ الشعرى ليالي حــُرمت ***** إِذ لا عَـــــزيزَ من الأَنــامِ يَــرُومُــهــــا
سائِل أميرَ الَــجيشِ عنــــها ما رَأَى **** ولَســوفَ يُــبنـــي الجاهِــليــنَ عليــمُـــهـــا
سِــتُونَ أُلــف لَم يَئُوبوا أرضـــهــم **** بل لَـــم يَـــعِــشْ بَعــْدَ الإِيــابِ سَــقيِــمُــهـــا
ومن قبيل هذا قول_أبي_الصلت_بن_ربيعة_الثقفي:
إِن آيــــاتِ رَبنـــا بــاقيــــــاتٌــــــ **** ما يٌــــمارِي فيِهن إلأا الكــفُــورُ
خَلقَ الَـلـــيلَ والنـــــهارَ فكُـــــــلٌ **** مُــستبينٌ حِــسابـــهٌ مــقــــــدُورُ
ثــُــم يَـــجلُــو النهار رَبٌ كَـــريمٌ **** بمَــهَــاقِ شٌــعاعها مَــــــنشُــورٌ
حَـــبَـسَ الفـــيلَ بالُمـــغَمسِ حـــتى **** ظــل يحــبـــو كأنــهٌ مَــعقـــــورُ
حولهَ مِن مُلــــوك كِندَة أبطـــــالٌ ***** ملاويــث فى الحــربِ صَــقــور
خلفوه ثم ابذعروا جميعا كلهم عظم ساقه مكسورُ
خَلقَ الَـلـــيلَ والنـــــهارَ فكُـــــــلٌ **** مُــستبينٌ حِــسابـــهٌ مــقــــــدُورُ
ثــُــم يَـــجلُــو النهار رَبٌ كَـــريمٌ **** بمَــهَــاقِ شٌــعاعها مَــــــنشُــورٌ
حَـــبَـسَ الفـــيلَ بالُمـــغَمسِ حـــتى **** ظــل يحــبـــو كأنــهٌ مَــعقـــــورُ
حولهَ مِن مُلــــوك كِندَة أبطـــــالٌ ***** ملاويــث فى الحــربِ صَــقــور
خلفوه ثم ابذعروا جميعا كلهم عظم ساقه مكسورُ
كذلك روى المؤرخون والمفسرون شعراً قاله_عبد_المطلب_جد_الرسول في هذه الحادثة فقد راح يقول وهو آخذ بحلقة باب الكعبة ومعه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرون على أبرهة وجنده :
لَاهُمَ إن المَرْءَ يَــمْنَــــعْ **** رَحــْلَــــه فامْنـــعْ رِحَــــاَلــــك
لا يَغلِـــبـــن صــليبـــهٌم **** و محِالهـــــم أبدا مـــحــاِلَــــــكْ
إن كُنْتَ تارِكَــهم وكَعبتنا **** فأمـــــرٌ مـــا بَـــــــدَا لَــكــــــْ
فَلَـــئن فـــعـــلتَ فإنـــه **** أمــــــرٌ يتـــم بهِ فِـــــعــــــالَـــــكْ
اسمع بأَرْجــسِ مـــا أرا **** دوا العَــدوَ وانتَهكُــوا حَــلَالَــــكْ
جَــروا جـــميعَ بلادِهـــم **** والفِــــيلَ كَـــــي يَسْـــبُوا عَيـــالَكْ
لا يَغلِـــبـــن صــليبـــهٌم **** و محِالهـــــم أبدا مـــحــاِلَــــــكْ
إن كُنْتَ تارِكَــهم وكَعبتنا **** فأمـــــرٌ مـــا بَـــــــدَا لَــكــــــْ
فَلَـــئن فـــعـــلتَ فإنـــه **** أمــــــرٌ يتـــم بهِ فِـــــعــــــالَـــــكْ
اسمع بأَرْجــسِ مـــا أرا **** دوا العَــدوَ وانتَهكُــوا حَــلَالَــــكْ
جَــروا جـــميعَ بلادِهـــم **** والفِــــيلَ كَـــــي يَسْـــبُوا عَيـــالَكْ
#معنى الشعر
1 - الشعرى : كوكب نير يطلع عند شدة الحر
2- يرومها : يطلبها
3- يُـــبــني : أصلها ينبأ ،أى ك يخبر
4- يئوبـــوا : يرجعوا
5- يمــاري : يجادل
6- المهــاة : هي البقرة الوحشية ويشبه بها كثيرا في حسن العينين ويقصد بها أيضا : الشمس
7- المغمسك اسم مكان
6 - معقــــور : مذبوح أو مقطوع إحدى قوائمه
9- ملاويــث : شرفاء
10- ابذعــوا : تفرقوا
11 - لاهــــم : أي اللهم
12- المحــال : الكيد والبطش
2- يرومها : يطلبها
3- يُـــبــني : أصلها ينبأ ،أى ك يخبر
4- يئوبـــوا : يرجعوا
5- يمــاري : يجادل
6- المهــاة : هي البقرة الوحشية ويشبه بها كثيرا في حسن العينين ويقصد بها أيضا : الشمس
7- المغمسك اسم مكان
6 - معقــــور : مذبوح أو مقطوع إحدى قوائمه
9- ملاويــث : شرفاء
10- ابذعــوا : تفرقوا
11 - لاهــــم : أي اللهم
12- المحــال : الكيد والبطش
... فكل هذه النماذج من الشعر الجاهلي الذي قيل في حادث الفيل يؤكد وقوع هذه الحادثة وصدق ما جاء في القرآن الكريم حديث أصحاب الفيل في سورة مستقلة وقد ((أجمع مؤرخوا العرب والمنصفون من كتاب
أوربا على وقوع حادث )) الفيل بين حكام اليمن ومكة على نحو تؤيده الرواية الصحيحة ، ويمليه منطق الأحداث وفيهم من سلسل الأدوار التاريخية لهذا الحادث مرتبة على نسق مقنع يرضي الباحث المحايد ولا يد ذرة من الشك لديه ،ومؤرخو العرب الكبير بمغزاه وفجاءاته قد وقع في أرض عربية وذاع ذكره على ألسنه صناعُتها البيانُ والإفصاح
أوربا على وقوع حادث )) الفيل بين حكام اليمن ومكة على نحو تؤيده الرواية الصحيحة ، ويمليه منطق الأحداث وفيهم من سلسل الأدوار التاريخية لهذا الحادث مرتبة على نسق مقنع يرضي الباحث المحايد ولا يد ذرة من الشك لديه ،ومؤرخو العرب الكبير بمغزاه وفجاءاته قد وقع في أرض عربية وذاع ذكره على ألسنه صناعُتها البيانُ والإفصاح
فسجلته_الرواية_المسندة_وصوره_الشعر_العربي فى أكثر من قصيدة ,ذا كان الشهر الجاهلي قد سجل حادثة الفيل فمن السهل جدا أن يُــرمى بالانتحال والكذب لدى هؤلاء الذين يتشككون حيث يحلو لهم التشكك وفي أي وقت ، إذ يجدونه سهل المؤونة يسير التسطير وقد قالوا فيها يأفكون به : إن الأشعار التي قيلت في حادثة الفيل نظمت تأييداً للإسلام وهنا موضع العجب حقاً لأن الإسلام لم يعتمد في انتشاره على حادث الفيل (((وقد كان الوثنيون يرونه مدعاة فخر لأصنامهم إذ كانوا يزعمون أن لها من القدرة ما أحبطت به كيد أبرهة وجيشه الغاشم)) فهو _إذن أحد مفاخر الجاهلية التي جاء الإسلام لُــيعفي : أى ((( يُزيل، يَمحو)))) على خوارق أصنامها الموهومة! فكيف ينظم المسلمون بعد الإسلام شعراً يؤيدون به حادث الفيل ليكون تقوية لدينهم الجديدوقد_كان_الحادث_الفيل_قبل_البعثة_النبوية_وفي_العام_الذي_ولد_فيه_النبي صلى الله عليه وسلم ؟! حيث ذكر المؤرخون أن أصحاب الفيل جاءوا إلى مكة في المحرم، ثم ولد ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
بخمسين يوماً صحيح أن هناك أشعاراً نظمت بعد الإسلام وتضمنت إشارات أو حديثاً عن واقعة أصحاب الفيل
بخمسين يوماً صحيح أن هناك أشعاراً نظمت بعد الإسلام وتضمنت إشارات أو حديثاً عن واقعة أصحاب الفيل
مثل_قول_عبد_الله_بن_قيس_الــرُقيات
يذكر أبرهة _وهو الأشرم ويذكر الفيل :
كادَهُ الأشــــرمُ الذي جـــــاء بالـــفيل *** فولى وجــــيشُـــهُ مـــــهــــــزومُ
واستهلـــت علـــيهم الطيرُ بالجـــندل *** حتى كأنه ُ مـــــرجــــــــــومُ **
ذلك من يـــغزه من الناس يــَرجــــع *** وهو فــــل من الجيوش ذمــيمُ ا
واستهلـــت علـــيهم الطيرُ بالجـــندل *** حتى كأنه ُ مـــــرجــــــــــومُ **
ذلك من يـــغزه من الناس يــَرجــــع *** وهو فــــل من الجيوش ذمــيمُ ا
#التفسير
1 _ بالجندل أى صغر عظيم .
2 _ فل أى مهزوم
1 _ بالجندل أى صغر عظيم .
2 _ فل أى مهزوم
لكن هذه الأشعار ونحوها لم تنظم من أجل تلك الغاية التى يزعمها المستشرقون بل كانت من مظاهر تأثر الشعراء المسلمين بالأحداث التاريخية الماضية التي قصها القرآن الكريم أو من ملامح استعانة الشعراء العرب بالقصص القرآني فى توضيح ما يتحدثون عنه في أشعارهم وبهذا يتبين لنا أن حادثة الفيل ليست من اختلاق القرآن وأن الواقع التاريخي والمنطق يجزمان بتاريخيتها على خلاف ما ادعى هؤلاء
ثـــانــــيــاً
إذا كانت الأحــباش خرجوا لقتال الفرس فلماذا لم يسلكوا الطريق البحري القصير إليهم وإذا لم يكن إهلاكهم بالحجارة معجزة فلماذا لم يصب لهلاك أحدا سواهم؟!
إن المنطق القويم يثبت بطلان ما ادعاه هؤلاء المشككون من أن الحملة الحبشية كانت موجهة إلى بلاد فارس لا إلى البيت الحرام ((الكعبة ) بمكة وما عرضت لها إلا ثأرا لشرف الصليب ؛ ذاك أن الواقع الجغرافي الموازنة السريعة بين الطريقين المؤديين لفارس برا وبحرا ويشهدان على خلاف ما ادعوا ويثبتان غير ما زعموا فليس أمام أولئك الأحباش إلى بلاد فارس غير طريقين متباينين بـــُعداً وقربا ويسراً ومشقة أولهما : الطريق البري بأن يسيروا موازين لساحل البحر الأحمر الشرقي نحو الشمال إلى مكة ثم المدينة ، ومنها إلى الشمال الشرقي حيث العراق ، ومنها إلى إيران .
ثـــانــــيــاً
إذا كانت الأحــباش خرجوا لقتال الفرس فلماذا لم يسلكوا الطريق البحري القصير إليهم وإذا لم يكن إهلاكهم بالحجارة معجزة فلماذا لم يصب لهلاك أحدا سواهم؟!
إن المنطق القويم يثبت بطلان ما ادعاه هؤلاء المشككون من أن الحملة الحبشية كانت موجهة إلى بلاد فارس لا إلى البيت الحرام ((الكعبة ) بمكة وما عرضت لها إلا ثأرا لشرف الصليب ؛ ذاك أن الواقع الجغرافي الموازنة السريعة بين الطريقين المؤديين لفارس برا وبحرا ويشهدان على خلاف ما ادعوا ويثبتان غير ما زعموا فليس أمام أولئك الأحباش إلى بلاد فارس غير طريقين متباينين بـــُعداً وقربا ويسراً ومشقة أولهما : الطريق البري بأن يسيروا موازين لساحل البحر الأحمر الشرقي نحو الشمال إلى مكة ثم المدينة ، ومنها إلى الشمال الشرقي حيث العراق ، ومنها إلى إيران .
ثــانيهما : الطريق البحري وهو لا شك أسهل بكثير من الطريق البري ، فليس عليهم سوى أن يبحروا في مياه المحيط الهندي بمحازاة جنوب الجزيرة العربية مروراً باليمن فــعمان ومنها إلى بلاد فارس بعد عبور مضيق هرمز . فإذا علمنا أن الهجوم العفوي المفاجئ على مكة من قبل الأحباش أثناء سيرهم لبلاد فارس حسبما يزعمون يقتضي أن يكون أولئك الأحباش زهدوا في الطريق البحري على ما فيه من يسر وسرعة وهم أحوج ما يكون إليه أولئك المحاربون بعدتهم وعتادهم _وسلكوا الطريق البري وفيه ما فيه من البعد والمشقة _ جزمنا باستحالة أن يكون مسلكهم هذا ابتغاء َ فارس _ حسبما ادعى هؤلاء وإلا فالبحر يناديهم ليركبوه سريعا إلى فارس أما وقد أعرضوا عنه مقدمين البر عليه فإن بلدا ً غير فارس كانت قبلتهم لها قصدوا ولها بيتوا النبية ،تلك هي الكعبة ويحسن بنا أن نعرض باختصار لما أورده
((#ابن_الأثير_الجزري_في_هذا_الشأن )) لنرى كيف هي في ((#كتب_التاريخ_يقول )): لما دام ملك أبرهة باليمن وتمكن به بنى القُـليس بصنعاء وهي كنيسة لم يُــرَ مثلها في زمانه بشئ من الأرض ثم كتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك كنيسة لم يُــرَ مثلها ، وليست بمنته حتى أصرف إليها حاج العرب فلما تحدثت العرب بذلك غضب رجل من النسأة : (النسأة : هم الذين كانوا يؤخرون شهر المحرم إلأى صفر من أجل شن الغارات . من بني فُــقيم ( من بني مالك بن كنانة ))فخرج حتى أتاها فقعد فيها وتغوط ثم لحق بأهله فاُخبر بذلك أبرهة وقيل له : إنه فِعلُ رجل من أهل البيت تحجه العرب بمكة غضب لما سمع أنك تريد صرف الحجاج عنه ففعل هذا فغضب أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت الحرام فيهدمه ، وأمر جيوش الحبشة فتجهزت وخرج معه الفيل واسمه (محمود) فلما سار سمعت العرب به فأعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم فخرج عله رجل من أشراف اليمن يقال له ((ذو نفر) وقاتله فهُــزٍمَ ذو نفر وأخذ أسرا فأراد قتله ثم تركه محبوساً عنده ثم مضى على وجهه فخرج عليه
نفيل_بن_حبيب_الخثعمي فقاتله ، فانهزم نفيل وأذ أسراً فضمن لأبرهة أن يدله على الطريق فتركه وسار حتى إذا مر على الطائف بعث معه ثقيف (((أبا رغال) )) يدله على الطريق حتى أنزله بالمغمس فلما نزله مات أبورغال فرجمت العرب قبره فهو القبر الذي يرجم وبعث أبرهةالأسود_بن_مقصود_إلى_مكة فساق أموال أهلها وأصحاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ثم أرسل أبرهة_حناظة_الحميري_إلى_مكة_فقال_سل عن قريش وقل : له :إني_لم_آت_لحربكم_إنما_جئت_لهدم_البيت_فإن_لم_تمنعوا_عنه_فلا_حاجة_لي_بقتالكم
على أن قصة تدنيس (القليس )) قد تكون حقيقية وقعت وحدثت ،وقد تكون أسطورة حيكت ووضعت على كل حال ، وفي كلتا الحالتين لا يعقل أن تكون هي السبب المباشر الذي دفع أبرهة إلى السير إلى مكة لهدم البيت ونقضه من أساسه ورفع أحجاره حجراً حجراً على نحو ما يزعمه أهل الأخبار ،بل يجب أن يكون السبب أهم من التدنيس وأعظم وأن يكون فتح مكة بموجب خطة تسمو على فكرة تهديم البيت وتخريبه خطة ترمي إلى ربط اليمن ببلاد الشام ، لجعل القبائل العربية تحت حكم النصرانية ،وذلك يستفيد الروم والحبش وهم نصارى ،وإن اختلفوا مذهباً ويحققون لهم بذلك نصراً سياسياً واقتصاديا كبيراً فيتخلص الروم بذلك من الخضوع للأسعار العالية التي كان يفرضها الساسانيون على السلع التجارية النادرة المطلوبة التي احتكروا بيعها لمرورها ببلادهم ، إذ سترد إليهم من سيلان والهند رأسا عن طريق بلاد العرب فتنخفض الأسعار ويكون في إمكان السفن البيزنطية السير بأمان في البحار العربية حتى سيلان والهند وما وراءهما من بحار " وقد فات المشككين أن في القرآن الكريم دليلاً من أقوى الدلائل على أن الحملة الحبشية كانت موجهة إلى الكعبة في مكة ، فقد جاء في المصحف الشريف بعد سورة الفيل مباشرة سورة قريش التي يقول الحق تبارك وتعالى فيها مؤكداً ذلك (( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)))
على أن قصة تدنيس (القليس )) قد تكون حقيقية وقعت وحدثت ،وقد تكون أسطورة حيكت ووضعت على كل حال ، وفي كلتا الحالتين لا يعقل أن تكون هي السبب المباشر الذي دفع أبرهة إلى السير إلى مكة لهدم البيت ونقضه من أساسه ورفع أحجاره حجراً حجراً على نحو ما يزعمه أهل الأخبار ،بل يجب أن يكون السبب أهم من التدنيس وأعظم وأن يكون فتح مكة بموجب خطة تسمو على فكرة تهديم البيت وتخريبه خطة ترمي إلى ربط اليمن ببلاد الشام ، لجعل القبائل العربية تحت حكم النصرانية ،وذلك يستفيد الروم والحبش وهم نصارى ،وإن اختلفوا مذهباً ويحققون لهم بذلك نصراً سياسياً واقتصاديا كبيراً فيتخلص الروم بذلك من الخضوع للأسعار العالية التي كان يفرضها الساسانيون على السلع التجارية النادرة المطلوبة التي احتكروا بيعها لمرورها ببلادهم ، إذ سترد إليهم من سيلان والهند رأسا عن طريق بلاد العرب فتنخفض الأسعار ويكون في إمكان السفن البيزنطية السير بأمان في البحار العربية حتى سيلان والهند وما وراءهما من بحار " وقد فات المشككين أن في القرآن الكريم دليلاً من أقوى الدلائل على أن الحملة الحبشية كانت موجهة إلى الكعبة في مكة ، فقد جاء في المصحف الشريف بعد سورة الفيل مباشرة سورة قريش التي يقول الحق تبارك وتعالى فيها مؤكداً ذلك (( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4)))
وهذه السورة تبدو امتداداً لسورة الفيل التي قبلها من ناحية موضوعها وجوها . وإن كانت سورة مستقلة مبدوءة بالبسملة والروايات تذكر انه يفصل بين نزول سورة الفيل وسورة قريش تسع سور ، ولكن ترتيبهما في المصحف متواليتين يتفق مع موضوعهما القريب ويوضح في الوقت ذاته أنهما أشبه ما تكونان بالسورة الواحدة ولا سيما أن سورة قريش تبدأ بقوله تعالى (لإيلاف) وهو جار ومجرور لا بد له من فعل يسبقه ويتعلق به فإذا ما نظرنا إلى آخر سورة الفيل نجد الحق سبحانه يقول عن أصحاب الفيل : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)
وهذا يفيد أن الله تعالى فعل ما فعل بأصحاب الفيل لإيلاف قريش ، فإ، الحق تبارك وتعالى لو ترك بيته في مكة المكرمة لما كان يريده الأحباش من هدم هذا البيت لسقطت مهابة قريش في الجزيرة العربية فإن وجودهم بجوار هذا البيت وخدمتهم لحجاجه من العرب هو الذي ربى لهم هذه المهابة وجعل القبائل لا تجترئ على تجارة قريش ورحلتها الشتوية إلى اليمن والصيفية إلى الشام . ومن هنا أرشد الحق سبحانه قريشاً إلى شكر نعمته علهم حين حبس عن مكة الفيل وأهلك أهله فقال تبارك وتعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾)) ((قريش ))هذا وقد أشار الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي إلى أن الحق لا يعدم أنصاره أبداً فقد نهض من ذوي الاستشراق أنفسهم من أجهد نفسه مخلصاً في البحث والتمحيص حتى عثر على نص ذكره المؤرخ اليوناني الكبير ((بركوت)) عن تعرض الأحباش للبلاد الحجازية بتأثير الروم وكان في العثور على هذا النص ما يجب أن يقضي على لجاجة المرجفين بحيث يخفون رؤوسهم من حلبة هذا النقاش لأنهم بنوا أفكارهم على خُــلُــو المصادر اليونانية من ذكر الحادث وها هو ذا "بركوب" مؤرخ اليونان الأشهر قد سجل الحادث المشتهر! وتسجيل المؤرخ اليوناني الكبير لحادثة الفيل يدحض ما ادعوه بأن رحلة أبرهة إلى الحجاز لم تكن تهدف إلى هدم الكعبة ؛ بل كان الهدف منها أن تقطع صحراء الجزيرة العربية الممتدة حتى تصل إلأى فارس عن طريق العراق لتعاون الدولة الرومانية في حرب الدولة الفارسية ولا يبعد عن هذا التعسف ما ادعوه من موت جيش الأحباش بالجُدري أو بالحصبة ورفع مشيئة الله عنهم ونفى قدسية الكعبة التي اقتضت أن يصونها الله تبارك وتعالى بجعلهم عبرة لغيرهم ؛ ذاك أن إرادة الله واقعة لا محالة في شأنهم أيا كانت الوسيلة حتى لو كان الجدري الذي ادعوه . على أ، شيئاً من الواقعية التاريخية التي اتسم بها السرد القرآني تدعونا للوقوف على القصة وبيان طبيعة ما أهلكهم الله به في منظور التاريخ ثم موازنة ذلك بما أتى به النص القرآني لبيان مدى التزامه بالتاريخ ودقة سرد الوقائع دونها تهويل ولا تخيل يقول(( العلامة_أو_الحسن_بن_الأثير_الجزري)) فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة وعبأ جيشه وهيأ فيله أصبح أبرهة مجمع لهدم البيت والعود إلى اليمن فلما وجهوا الفيل أقبل( نفيل_بن_حبيب_الخثعمي)_فأمسك_بأذنه_فألقى الفيل نفسه إلى الأرض واشتد نفيل فصعد الجبل ، فضربوا الفيل فأبى(( فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول )) ووجهوه إلى الشام ففعل كذلك ووجهوه إلأى المشرق ففعل مثل ذلك ووجهوه إلى مكة فسقط إلى الأرض وأرسل الله عليهم طيراً أبابيل من البحر أ/ثال الخطاطيف مع كل طير منها ثلاثة أحجار تحملها : حجر في منقاره ، وحجران في رجليه فقذفتهم بها ، لا تصيب أحداً منهم إلا هلك وليس كلهم أصابت أبرهة هارباً يبتدرون الطريق الذي جاءوا منه ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن ،
أين المَــفَــرُ والإلهُ الطالِــبِ *** والأَشرَمُ المغلُــوبُ غَــيرُ الغالِــبِ
وقال أيضا: حَمِــدْتُ الله إذْ عايَــنْــتُ طَــيرْاً ** وخٍــفـــتُ حٍــجارةً تُـــلْــقى علينا ****
وكلُ القَــومِ يسألُ عن نـــُفَــيلٍ *** كَــأَن عَـــلَي للأَحْبَــاشِ دَيْــنَــا
فخرجوا يتساقطون بكل منهل وأصيب أبرهة في جسده فسقطت أعضاؤه عضوا عضوا حتى قدموا به صنعاء وهو مِــثلٌ الفرخ فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فلما هلك ملك ابنه(( يكسوم بن أبرهة)) وبه كان يكنى وذلت حمير واليمن له ونكحت الحبشة نساءهم وقتلوا رجالهم واتخذوا أبناءهم تراجمة بينهم وبين العرب . ولما أهلك الله تبارك وتعالى الحبشة وعاد مَلِـــكُـــهم ومعه من سَـــلِـــمَ منهم ونزل عبد المطلب من الغد إليهم لينظر ما يصنعون ومعه أبو مسعود الثقفي لم يسمعا حساً فدخلا معسكرهم فرأيا القوم هلكى فأحتفر #عبد_المطلب_حفرتين_ملأهما_ذهباً وجوهراً له ولأبي مسعود ونادى في الناس فتراجعوا فأصابوا من فضلهما شيئا كثيراً فبقي عبد المطلب في غنى من ذلك المال حتى مات وبعث الله تبارك وتعالى السيل فألقى الحبشة في البحر. وقال كثير من أهل #السير_إن_الحصبة_والجدري أول مارُئيا في العرب بعد الفيل وكذلك قالوا إن العُــشَر (العشر نوع من الشجر له صَــمُغ ، وفيه حُــراق مثل القطن يُـــقتدح به ) والحرمل : مفرده حرملة وهو نبات عُـــشــبي طُـــبي بَــري من الفصيلة السذابية أنواعه المعروفة من نباتات المناطق الحارة . والشيح : نبات عُــشبي بري من فصيلة المركبات الأنبوبية الزهر ، كثير الأنواع ذو رائحة قوية )) لم تعرف بأرض العرب إلا بعد الفيل وهذا مما ينبغي أن يعرج عليه فإن هذه الأمراض والأشجار قبل الفيل منذ خلق الله تبارك وتعالى يقول صاحب الظلال (( الشيخ سيد قطب : وهذه الحادثة ثابتة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية حين بركت ناقته القصواء دون مكة فقالوا خلأت القصواء _ أي حرنت وتمنعت فقال رسول الله ما خلأت القصواء وما ذااك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال : #والذي_نفسي_بيده_لا_يسألونني_خطة_يعظمون_فيها_حرمات_الله_إلا_أعطيتهم_إياها ( أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الشروط ، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط (5281) وفي الصحيحين أن رسول الله قال يوم فتح مكة إن الله حبس_عن_مكة_الفيل_وسلط_عليها_رسوله_والمؤمنين_فإنها_لا_تحلُ_لأحد_بعدي_فلا_يــُنفرصيدها_ولا_يخُــتَلى_شوكها_ولا_تحل_ساقٍطتها_إلا_لُــمنشِد (أخرجه البخاري في صحيحه كتاب اللقطة باب كيف تعرف لُـــقطة أهل مكة (2302) وفي موضع آخر ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمنشد على الدوام (3371) فهي حادثة أنه قد حبس الفيل عن مكة في يوم الفيل ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده فأرسل عليهم جماعات من الطير تحصبهم بحجارة من #طين_وحجر فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة كما يحكي عنهم القرآن الكريم ((وأصيب أبرهة )) في جسده وخرجوا به معهم تسقط أنامله أُنمُــلَة أثنمُلة حتى قدموا به صنعاء فما مات حتى انشق صدره عن قلبه وتختلف الروايات هنا في تحديد نوع تلك الجماعات من الطير ,اشكالها وأحجامها وأحجام تلك الحجارة ونوعها وكيفية فعلها كما أن بعضها #يروي_أن_الجدري والحصبة ظهرا في هذا العام مكة ويرى الذين يميلون إلى تضييق نطاق الخوارق والغيبيات وإلى رؤية السنن الكونية المألوفة تعمل عملها _أن تفسير الحادث بوقوع وباء الجدري والحصبة اقرب وأولى وأن الطير قد تكون هي الذباب والبعوض التي تحمل الميكروبات فالطير هو كل ما يطير قال الإمام محمد عبده في تفسيره للسورة : وفي اليوم الثاني فشا في جند الجيش داء الجدري والحصبة ......
#قال_عكرمة_وهو_أول_جدري_ظهر_ببلاد_العرب ذلك العام وقد فعل الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله فكان لحمهم يتناثر ويتساقط فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين وأصيب قائد الجيش ولم يزل يسقط لحمه قطعة قطعة وأُنْمُلة أنملة حتى انصدع صدره ومات في صنعاء هذا ما اتفقت عليه الروايات ويصح الاعتقادبه وقد بينت لنا هذه السورة الكريمة أن ذلك ((الجدري )) أو تلك الحصبة نشأت من حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش بواسطة فرق عظيمة من الطير مما يرسله الله تعالى مع الريح فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض وأن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات ، فإذا اتصل بجسد دخل في مسامة فأثار فيه تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم وتساقط لحمه وإن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر وإن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها وهو فرق وجماعات لا يحصى عددها إلا بارئها ....... ولا يتوقف أثر قدرة الله تعالى في قهر الطاغين على أن يكون الطير في ضخامة رؤوس الجبال ولا على أن يكون من نوع عنقاء مُـــغرِب : طائر عظيم يُــبعد في طيرانه ويُــضرب به المثل في طلب المُــحال الذي لا يُنال . ولا على أن يكون له ألوان خاصة به ولا على معرفة مقادير الحجارة وكيفية تأثيرها فالله جند من كل شئ وفي كُــــل شئ له آيــــةٌ تَـــدُلُ على أنه الواحدُ وليست في الكون قوة إلا وهي خاضعة لقوته فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت أرسل الله عليه من الطير ما يوصل إليه الجدري أو الحصبة فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكة وهي نعمة غمر الله بها أهل حَـــرَمِـــه على وثنيتهم حفظاً لبيته حتى يرسل من يحميه بقوة دينه وإن كانت نقمة من الله حملت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على البيت دون جرم اجترمه . هذا ما يصح الاعتماد في تفسر السورة وما عدا ذلك فهو مما لا يصح قبوله إلا بتأويل إن صحت روايته ومما تعظم به القدرة أن يؤخذ من استعز بالفيل وهو أضخم حيوان من ذوات الاربع جسماً ويهلك ، بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر حيث ساقه القدر لا ريب عند العاقل أن هذا أكبر وأعجب وأبهر ويستدرك القاضي عبد الجبار متسائلاً : وربما قيل فيه كيف يصح في الطير الصغير أن يرسل الحجر فيؤثر في الناس التأثير الذي ذكره الله تعالى في هذه السورة؟ وجوابنا أن ذلك يصح من أحد وجهين #إما_بأن_يزيد_الله_تعالى في قوة الطير فلزيادة قوتهم يؤثر ذلك الحجر التأثير العظيم فقد رُوي أن ذلك الحجر كان ينفذ في الراكب وفي فرسه حتى يخرقها جميعاً والثاني أن يكون الله تعالى عند رمي الطير فيه الانحدار الشديد ما يؤثر هذا التأثير فإن قيل كيف يصح ذلك ولم يكن في الزمان نبي وهذا من المعجزات العظام ؟ وجوابنا أنه لا بد من نبي في الزمان يكون هذا الأمر ظهر على بعضهم ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال في خالد بن سنان : ذلك نبي ضيعه قومه ، وكما #قال_قس_بن_ساعدة : أنه يبعث يوم القيامة امة واحدة ويعلق سيد قطب صاحب الظلال على تفسير الإمام ((في ظلال القرآن ، سيد قطب ، مرجع سابق ج 6 ، ص 3975 ، 3976 )) محمد عبده ، قائلاً ونحن لا نرى أن هذه الصورة التى افترضها الأستاذ الإمام صورة الجدري أو الحصبة من طين ملوث بالجراثيم أو تلك التي جاءت بها بعض الروايات من أن الحجارة ذاتها كانت تخرق الرءوس والأجسام وتنفذ منها وتمزق الأجسام فتدعها كفتات ورق الشجر الجاف وهو العصف لا نرى أن هذه الصورة أو تلك أدل على قدرة الله ولا أولى بتفسير الحادث فهذه كتلك في نظرنا من حيث إمكان الوقوع ومن حيث الدلالة على قدرة الله وتدبيرة ويستوي عندنا أن تكون السنة المالوفة للناس المعهودة المكشوفة لعلمهم هي التي جرت فأهلكت قوماص أراد الله تبارك وتعالى إهلاكهم أو أن تكون سنة الله قد جرت بغير المألوف للبشر وغير المعهود المكشوف لعملهم فحققت قدره ذاك
إن سنة الله ليست فقط هي ما عهده البشر وما عرفوه وما يعرف البشر من سنة الله إلا طرفاً يسيرأً يكشفه الله لهم بمقدار ما يطيقون وبمقدار ما يتهيئون له بتجاربهم ومداركهم في الزمن الطويل فهذه الخوارق _ كما يسمونها هي من سنة الله ولكنها خوارق بالقياس إلى ما عهدوه وما عرفوه ! ومن ثم فنحن لا نقف أمام الخارقة مترددين ولا مؤولين لها _ متى صحت الرواية أو كان في النصوص وفي ملابسات الحادث ما يوحي بأنها جرت خارقة ولم تجر على مألوف الناس ومعهودهم وفي الوقت ذاته لا نرى أن جريان الأمر على السنة والمألوفة أقل وقعاً ولا دلالة من جريانه على السنة الخارقة للمألوف فالسنة المألوفة هي في حقيقتها خارقة بالقياس إلى قدرة البشر إن طلوع الشمس وغروبها خارقة وهي معهودة كل يوم _ وإن ولادة كل طفل خارقة وهي تقع كل لحظة وإلا فيجرب من شاء أن يجرب ! وإن تسليط طير _ كائنا ما كان _ يحمل حجارة مسحوقة ملوثة بميكروبات الجدري والحصبة ويلقيها في هذه الأرض في اللحظة التى يهم فيها باقتحام البيت .... إن جريان قدر الله على هذا النحو خارقةٌ بل عدة خوارق كاملة الدلالة على القدرة وعلى التقدير . وليست بأقل دلالة ولا عظمة من أن يرسل الله طيراً أبابيل غير معهودة وإن لم تكن هناك حاجة إلى قبول الروايات التي تصف أحجام الطير وأشكالها وصفاً مثيرا ، ونجد له نظائر في مواضع أخرى تشي بأن عنصر المبالغة والتهويل مضاف إليها ! _ تحمل حجارة غير معهودة تفعل بالأجسام فعلاً غير معهود نحن أميلُ إلأى هذا الاعتبار . لا لانه أعظم دلالة ولا أكبر حقيقة ولكن لأن جو السورة وملابسات الحادث تجعل هذا الاعتبار هو الأقرب فقد كان الله عز وجل يريد بهذا البيت أمراً كان يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمناً وليكون نقطة تَــجمُــعٍ للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة في أرض حرة طليقة لا يهيمن علها أحد من خارجها ولا تسيطر عليها حكومة قاهرة تحاصر الدعوة في محضنها ويجعل هذا الحادث عبرة ظاهرة مكشوفة لجميع الأنظار في جميع الأجيال حتى ليمتن بها على قريش بعد البعثة في هذه السورة ويضربها مثلا لرعاية الله لحرماته وغيرته عليها فمما يتناسق مع جو هذه الملابسات ولا معهود بكل مقوماته وهذه الصورة التى يوحي بها النص القرآني في قوله تعالى فى سورة الفيل (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) #ورواية_عكرمة_وماحدث به يعقوب بن عتبة وغيره ليست نصا في أن الجيش أصيب بالجدري فهي لا تزيد على أن تقول
:(#إن_الجدري_ظهر_في_الجزيرة_فى_هذا_العام_لأول_مرة ولم ترد في هذه الاقوال أية غشارة لأبرهة وجيش على هذا النحو وعدم إصابة العرب القريبين بمثله حينه تبدو خارقة وبعدما أسلفنا بيان الوجه الصواب لفهم آية الفيل في مقابل الخطأ المتوهم المزعوم نخلص بإثبات أنه مهما استمر أعداء الإسلام فى تكذيب الحقائق الواردة في القصص القرآني فلن ينالوا منه شيئا أبداً، لأن القصص القرآني كلام الله الحق الصادق ومصدر أساسى للتاريخ القديم وما يكشفه العلم الحديث في كل يوم من ىفاق جديدة تضئ الطريق وتؤكد حقائق القرآن الكريم وتكشف زيف ما يدعيه هؤلاء الأعداء الذين يخالفون التحقيق العلمي
#الـــــــــخــــــــــــلاصـــــــــــــــــــــــةإن ما دُعي من اختلاف القرآن لحادث الفيل محض زعم لا يستند على دليل قوى بل العقل والمنطق والواقع التاريخي ذاته يجزم بتاريختها ولنا على ذلك شهواهد ثلاثة : وهي
1 إقرار أهل مكة لمردى القصة حين نزلت تلك السورة المكية (الفيل ) مع العلم أن فيهم من يُـتفترض أنهم رأوا حادث الفيل بأعينهم مع حرصهم الشديد على تصيد سقطة أو عثرة او كذبة في القرآن
2 ما تركه حادث الفيل من عظيم الاثر في المجتمع المكي كان منه أن قُــرِنَ بحرب الفجار وبنيان الكعبة فأرخ به ، كأن يُقال : فلان ولد في عام الفيل أو قبل العام بسنتين أو بعد العام بخمس وهل يستقيم عقلاً ومنطقا أن يؤرخ الناس لحياتهم بحدث لم يقع أصلا ؟؟!
3 ما رُوي من الشعر الجاهلي في تسجيل هذا الحادث بملاحمه الدقيقة وملابساته وما كان منه في العصر الإسلامي على سبيل استلهام الأحداث التاريخية الماضية جرباً على عادة من سبقوهم ممن عاينوا الحادث
..........
إن في عدول الأحباش عن الطريق البحري وتجشمهم عناء الطريق البري ما يؤكد أن مقصدهم ليس بلاد فارس وأن هجومهم على الكعبة ما جاء فجأه دون الحسبان _ كما يزعمون بل إنهم ما خرجوا إلا إلى مكة إذ المنطق يستبعد أن يحَرِمَ قائدٌ جُــنْــدَه من قرب الطريق البحري وسهولته ويقذف بهم في مهاوي صحراء البر ليصلوا إلى فارس مجهدي القوي مقطعي الأوصال
إن مطلع السورة التلية لسورة الفيل واستهلالها بقوله (لإِيلافِ قُرَيْشٍ )يؤكد أن إهلاك الله للأحباش إنما كان لحفظ مهابة هؤلاء المكيين القاطنين في جوار البيت الحرام ( الكعبة ) ويدلل على أن الحملة الحبشية التي أهلكها الله كانت موجهة إلى الكعبة في مكة
إذا كان هؤلاء قد بنوا أفكارهم تلك على خلو المصادر اليونانية من ذكر الحادث فإن ثمة نصا ذكره المؤرخ اليوناني الكبير ( بركوب ) عن تعرض الأحباش للبلاد الحجازية بتاثير الروم وبثبوت هذا النص عندهم كفى الله المؤمنين جدلاً كثيراً ولا داعي لإنكار ما ثبت من امتناع الفيل ومن كيفية إهلاكهم لأن صون الله لبيته الحرام ثابت لا ريب ليس هؤلاء في حل من إنكار ما ثبت في التاريخ من صادق القصص لأننا لسنا في حاجة أيضا إلى إثباتها فقد كفانا هذا واقع العلم فيما صدقه بعضهم من الحفريات وغيرها لقد كان أولى بهؤلاء أن يتجردوا من اية مقررات عقلية سابقة وأن يواجهو ا النص ذاتها ليتلقوا منها مقرراتهم ذلك أن ما نسميه " العقل ونريد أن نحاكم إليه مقررات القرآن عن الأحداث الكونية والتاريخية والغيبية هو إفراز واقعنا البشري المحدود وتجاربنا البشرية المحدودة
وبعد ما ثبت من خلو القصص تمام من اخطاء تاريخية اتهمت بها سورة الفيل نقرُ أن القرآن ما قصد بهذا القصص العرض التاريخي بقدر ما هدف إلى أن تكون
#عظة_وعبرة_وذكرى_لمن_كان_له_قلب_أو_ألقى_السمع_وهو_شهيد
#قال_عكرمة_وهو_أول_جدري_ظهر_ببلاد_العرب ذلك العام وقد فعل الوباء بأجسامهم ما يندر وقوع مثله فكان لحمهم يتناثر ويتساقط فذعر الجيش وصاحبه وولوا هاربين وأصيب قائد الجيش ولم يزل يسقط لحمه قطعة قطعة وأُنْمُلة أنملة حتى انصدع صدره ومات في صنعاء هذا ما اتفقت عليه الروايات ويصح الاعتقادبه وقد بينت لنا هذه السورة الكريمة أن ذلك ((الجدري )) أو تلك الحصبة نشأت من حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش بواسطة فرق عظيمة من الطير مما يرسله الله تعالى مع الريح فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض وأن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات ، فإذا اتصل بجسد دخل في مسامة فأثار فيه تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم وتساقط لحمه وإن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر وإن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها وهو فرق وجماعات لا يحصى عددها إلا بارئها ....... ولا يتوقف أثر قدرة الله تعالى في قهر الطاغين على أن يكون الطير في ضخامة رؤوس الجبال ولا على أن يكون من نوع عنقاء مُـــغرِب : طائر عظيم يُــبعد في طيرانه ويُــضرب به المثل في طلب المُــحال الذي لا يُنال . ولا على أن يكون له ألوان خاصة به ولا على معرفة مقادير الحجارة وكيفية تأثيرها فالله جند من كل شئ وفي كُــــل شئ له آيــــةٌ تَـــدُلُ على أنه الواحدُ وليست في الكون قوة إلا وهي خاضعة لقوته فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت أرسل الله عليه من الطير ما يوصل إليه الجدري أو الحصبة فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكة وهي نعمة غمر الله بها أهل حَـــرَمِـــه على وثنيتهم حفظاً لبيته حتى يرسل من يحميه بقوة دينه وإن كانت نقمة من الله حملت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على البيت دون جرم اجترمه . هذا ما يصح الاعتماد في تفسر السورة وما عدا ذلك فهو مما لا يصح قبوله إلا بتأويل إن صحت روايته ومما تعظم به القدرة أن يؤخذ من استعز بالفيل وهو أضخم حيوان من ذوات الاربع جسماً ويهلك ، بحيوان صغير لا يظهر للنظر ولا يدرك بالبصر حيث ساقه القدر لا ريب عند العاقل أن هذا أكبر وأعجب وأبهر ويستدرك القاضي عبد الجبار متسائلاً : وربما قيل فيه كيف يصح في الطير الصغير أن يرسل الحجر فيؤثر في الناس التأثير الذي ذكره الله تعالى في هذه السورة؟ وجوابنا أن ذلك يصح من أحد وجهين #إما_بأن_يزيد_الله_تعالى في قوة الطير فلزيادة قوتهم يؤثر ذلك الحجر التأثير العظيم فقد رُوي أن ذلك الحجر كان ينفذ في الراكب وفي فرسه حتى يخرقها جميعاً والثاني أن يكون الله تعالى عند رمي الطير فيه الانحدار الشديد ما يؤثر هذا التأثير فإن قيل كيف يصح ذلك ولم يكن في الزمان نبي وهذا من المعجزات العظام ؟ وجوابنا أنه لا بد من نبي في الزمان يكون هذا الأمر ظهر على بعضهم ، كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال في خالد بن سنان : ذلك نبي ضيعه قومه ، وكما #قال_قس_بن_ساعدة : أنه يبعث يوم القيامة امة واحدة ويعلق سيد قطب صاحب الظلال على تفسير الإمام ((في ظلال القرآن ، سيد قطب ، مرجع سابق ج 6 ، ص 3975 ، 3976 )) محمد عبده ، قائلاً ونحن لا نرى أن هذه الصورة التى افترضها الأستاذ الإمام صورة الجدري أو الحصبة من طين ملوث بالجراثيم أو تلك التي جاءت بها بعض الروايات من أن الحجارة ذاتها كانت تخرق الرءوس والأجسام وتنفذ منها وتمزق الأجسام فتدعها كفتات ورق الشجر الجاف وهو العصف لا نرى أن هذه الصورة أو تلك أدل على قدرة الله ولا أولى بتفسير الحادث فهذه كتلك في نظرنا من حيث إمكان الوقوع ومن حيث الدلالة على قدرة الله وتدبيرة ويستوي عندنا أن تكون السنة المالوفة للناس المعهودة المكشوفة لعلمهم هي التي جرت فأهلكت قوماص أراد الله تبارك وتعالى إهلاكهم أو أن تكون سنة الله قد جرت بغير المألوف للبشر وغير المعهود المكشوف لعملهم فحققت قدره ذاك
إن سنة الله ليست فقط هي ما عهده البشر وما عرفوه وما يعرف البشر من سنة الله إلا طرفاً يسيرأً يكشفه الله لهم بمقدار ما يطيقون وبمقدار ما يتهيئون له بتجاربهم ومداركهم في الزمن الطويل فهذه الخوارق _ كما يسمونها هي من سنة الله ولكنها خوارق بالقياس إلى ما عهدوه وما عرفوه ! ومن ثم فنحن لا نقف أمام الخارقة مترددين ولا مؤولين لها _ متى صحت الرواية أو كان في النصوص وفي ملابسات الحادث ما يوحي بأنها جرت خارقة ولم تجر على مألوف الناس ومعهودهم وفي الوقت ذاته لا نرى أن جريان الأمر على السنة والمألوفة أقل وقعاً ولا دلالة من جريانه على السنة الخارقة للمألوف فالسنة المألوفة هي في حقيقتها خارقة بالقياس إلى قدرة البشر إن طلوع الشمس وغروبها خارقة وهي معهودة كل يوم _ وإن ولادة كل طفل خارقة وهي تقع كل لحظة وإلا فيجرب من شاء أن يجرب ! وإن تسليط طير _ كائنا ما كان _ يحمل حجارة مسحوقة ملوثة بميكروبات الجدري والحصبة ويلقيها في هذه الأرض في اللحظة التى يهم فيها باقتحام البيت .... إن جريان قدر الله على هذا النحو خارقةٌ بل عدة خوارق كاملة الدلالة على القدرة وعلى التقدير . وليست بأقل دلالة ولا عظمة من أن يرسل الله طيراً أبابيل غير معهودة وإن لم تكن هناك حاجة إلى قبول الروايات التي تصف أحجام الطير وأشكالها وصفاً مثيرا ، ونجد له نظائر في مواضع أخرى تشي بأن عنصر المبالغة والتهويل مضاف إليها ! _ تحمل حجارة غير معهودة تفعل بالأجسام فعلاً غير معهود نحن أميلُ إلأى هذا الاعتبار . لا لانه أعظم دلالة ولا أكبر حقيقة ولكن لأن جو السورة وملابسات الحادث تجعل هذا الاعتبار هو الأقرب فقد كان الله عز وجل يريد بهذا البيت أمراً كان يريد أن يحفظه ليكون مثابة للناس وأمناً وليكون نقطة تَــجمُــعٍ للعقيدة الجديدة تزحف منه حرة طليقة في أرض حرة طليقة لا يهيمن علها أحد من خارجها ولا تسيطر عليها حكومة قاهرة تحاصر الدعوة في محضنها ويجعل هذا الحادث عبرة ظاهرة مكشوفة لجميع الأنظار في جميع الأجيال حتى ليمتن بها على قريش بعد البعثة في هذه السورة ويضربها مثلا لرعاية الله لحرماته وغيرته عليها فمما يتناسق مع جو هذه الملابسات ولا معهود بكل مقوماته وهذه الصورة التى يوحي بها النص القرآني في قوله تعالى فى سورة الفيل (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) #ورواية_عكرمة_وماحدث به يعقوب بن عتبة وغيره ليست نصا في أن الجيش أصيب بالجدري فهي لا تزيد على أن تقول
#الـــــــــخــــــــــــلاصـــــــــــــــــــــــةإن ما دُعي من اختلاف القرآن لحادث الفيل محض زعم لا يستند على دليل قوى بل العقل والمنطق والواقع التاريخي ذاته يجزم بتاريختها ولنا على ذلك شهواهد ثلاثة : وهي
1 إقرار أهل مكة لمردى القصة حين نزلت تلك السورة المكية (الفيل ) مع العلم أن فيهم من يُـتفترض أنهم رأوا حادث الفيل بأعينهم مع حرصهم الشديد على تصيد سقطة أو عثرة او كذبة في القرآن
2 ما تركه حادث الفيل من عظيم الاثر في المجتمع المكي كان منه أن قُــرِنَ بحرب الفجار وبنيان الكعبة فأرخ به ، كأن يُقال : فلان ولد في عام الفيل أو قبل العام بسنتين أو بعد العام بخمس وهل يستقيم عقلاً ومنطقا أن يؤرخ الناس لحياتهم بحدث لم يقع أصلا ؟؟!
3 ما رُوي من الشعر الجاهلي في تسجيل هذا الحادث بملاحمه الدقيقة وملابساته وما كان منه في العصر الإسلامي على سبيل استلهام الأحداث التاريخية الماضية جرباً على عادة من سبقوهم ممن عاينوا الحادث
..........
إن في عدول الأحباش عن الطريق البحري وتجشمهم عناء الطريق البري ما يؤكد أن مقصدهم ليس بلاد فارس وأن هجومهم على الكعبة ما جاء فجأه دون الحسبان _ كما يزعمون بل إنهم ما خرجوا إلا إلى مكة إذ المنطق يستبعد أن يحَرِمَ قائدٌ جُــنْــدَه من قرب الطريق البحري وسهولته ويقذف بهم في مهاوي صحراء البر ليصلوا إلى فارس مجهدي القوي مقطعي الأوصال
إن مطلع السورة التلية لسورة الفيل واستهلالها بقوله (لإِيلافِ قُرَيْشٍ )يؤكد أن إهلاك الله للأحباش إنما كان لحفظ مهابة هؤلاء المكيين القاطنين في جوار البيت الحرام ( الكعبة ) ويدلل على أن الحملة الحبشية التي أهلكها الله كانت موجهة إلى الكعبة في مكة
إذا كان هؤلاء قد بنوا أفكارهم تلك على خلو المصادر اليونانية من ذكر الحادث فإن ثمة نصا ذكره المؤرخ اليوناني الكبير ( بركوب ) عن تعرض الأحباش للبلاد الحجازية بتاثير الروم وبثبوت هذا النص عندهم كفى الله المؤمنين جدلاً كثيراً ولا داعي لإنكار ما ثبت من امتناع الفيل ومن كيفية إهلاكهم لأن صون الله لبيته الحرام ثابت لا ريب ليس هؤلاء في حل من إنكار ما ثبت في التاريخ من صادق القصص لأننا لسنا في حاجة أيضا إلى إثباتها فقد كفانا هذا واقع العلم فيما صدقه بعضهم من الحفريات وغيرها لقد كان أولى بهؤلاء أن يتجردوا من اية مقررات عقلية سابقة وأن يواجهو ا النص ذاتها ليتلقوا منها مقرراتهم ذلك أن ما نسميه " العقل ونريد أن نحاكم إليه مقررات القرآن عن الأحداث الكونية والتاريخية والغيبية هو إفراز واقعنا البشري المحدود وتجاربنا البشرية المحدودة
وبعد ما ثبت من خلو القصص تمام من اخطاء تاريخية اتهمت بها سورة الفيل نقرُ أن القرآن ما قصد بهذا القصص العرض التاريخي بقدر ما هدف إلى أن تكون
#عظة_وعبرة_وذكرى_لمن_كان_له_قلب_أو_ألقى_السمع_وهو_شهيد
نجد فى كتاب
الحيوانات داخل الجيوش
Animals in the Military: From Hannibal's Elephants to the Dolphins of the Us navy
John Kistler P :85
Animals in the Military: From Hannibal's Elephants to the Dolphins of the Us navy
John Kistler P :85
The year 571 called T he Year of The Year of the Elephant is the staet of the stoey of muhammad and the IsIamic religion The Christian King abraha of Yemen intended to destoy mecca and he took war war elephants along for the battle ac cording to some histoies as the aemy approachd mecca the iead elephant stopped knelt down and refused to go any farher of the elephants would not budge whiet the leader had halted so the army stopped
فى عام 571 سمى هذا العام بعام الفيل وهو بداية قصة محمد و الدين الإسلامى قرر الملك المسيحى أبرهة ملك اليمن تدمير مكة ةأخذ معه الفيلة فى المعركة ووفقا لبعض الروايات التاريخية فإنه عندما اقترب الجيش من مكة فإن قائد الفيلة توقف وركع ورفض أن يتحرك أكثر أو أبعد من هذا
أيضا كتاب كتاب :
The Greatest Killer: Smallpox in History
Donald R. Hopkins
القاتل الأكبر : مرض الجذري عبر التاريخ
صفحة : 165
The Greatest Killer: Smallpox in History
Donald R. Hopkins
القاتل الأكبر : مرض الجذري عبر التاريخ
صفحة : 165
in 570 Abraha the christian ethiopian prince who was then viceroy of yemen led a large army of ethiopian soldiers to besiege another Arabian stronghold Mecca During this conflict known as the elephant war because Abraha arrived mounted on a white elephant a severe ill ness characterized by a rash broke out among the ethiopian soldiers and miraculously saved the day for their vastly outnumbered enemies the illness almost totally destroyed abraha's army
الكتاب أعلاه يتحدث عن حملة النصراني أبرهة و محاولته الفاشلة لتدمير مكه المكرمة ،
الكتاب يروي أيضا كيف أن جيشه المدعوم بالفيلة ولّى الدبر بسبب (مرض الجذري) !!!!
الكتاب يروي أيضا كيف أن جيشه المدعوم بالفيلة ولّى الدبر بسبب (مرض الجذري) !!!!
كتاب :
موسوعة الطاعون والأوبئة: من العصور القديمة إلى الوقت الحاضر
Encyclopedia of Plague and Pestilence: From Ancient Times to the Present
الكاتب :
George C. Kohn
صفحة : 343
موسوعة الطاعون والأوبئة: من العصور القديمة إلى الوقت الحاضر
Encyclopedia of Plague and Pestilence: From Ancient Times to the Present
الكاتب :
George C. Kohn
صفحة : 343
Saudi aeabian smallpox Epidmic of A.D. 569 - 571 Epidemic that forced an Ethiopian army to retreat in haste from mecca in A.D. 570 thus ending ethiopian rule in Arabia Hoping to convert the arabs to christianity abraha(aruling christian prince) ordered them to make a pilgrim-age to a new cathedrag he had specially built in the city of sana'a andered by this order an arab desecrated the cathedral in retaliation abraha led his ethiopian troops into mecca .
تتحدث الفقرة أعلاه عن وباء فتك بجيش أبرهة خلال حملته لتدمير الكعبة المشرفة ،
في محاولة منه لصرف الأنظار تجاه كنيسته التي بناها باليمن
في محاولة منه لصرف الأنظار تجاه كنيسته التي بناها باليمن
ماوقع كان يفوق مدارك الجميع ، و هو ما جعل البعض - بمن فيهم المصادر الأثيوبية و التاريخية - ينسب البثور التي ظهرت على جنود أبرهة على أنه وباء الجدري القاتل
the arabian soldiers faced certain defeat but were saved by a severe illness that struck the ethiopian aemy and almost completely destroyed it the elephant on wich abraha rode into mecca
was later allegorically descrbed in chapter 105 the Qur'an the muslim holy book compiled about A.D. 651. citing divine intervention'the Qur'an (koran) states that birds armed with stones were dispatched to destroy the army from above. other writings meniton that pustules (blisterlike swellings) broke out on soldiers skin leading many to conclude that this was a destructive epimedic of smallpox hardly a soldier in the army camp escaped infection
was later allegorically descrbed in chapter 105 the Qur'an the muslim holy book compiled about A.D. 651. citing divine intervention'the Qur'an (koran) states that birds armed with stones were dispatched to destroy the army from above. other writings meniton that pustules (blisterlike swellings) broke out on soldiers skin leading many to conclude that this was a destructive epimedic of smallpox hardly a soldier in the army camp escaped infection
الفقرة أعلاه تقول :
المقاتلون العرب كانوا في مواجهة هزيمة مؤكدة ، لكنهم نجوا بفضل مرض شديد ضرب جيش أبرهة ودمره بالكامل ، هذه الحملة سميت بوباء حرب الفيلة نسبة الى الفيل الأبيض الذي ركبه أبرهة أثناء دخوله مكة .
هذه الحرب وصفها لاحقا (later ) القرآن كتاب المسلمين المقدس في السورة 105،
طيور حملت الحجارة ورمت بها جيش أبرهة مما تسبب في تدميره بالكامل ،
كتابات أخرى أفادت بظهور البثور بشكل مفاجئ على جلد الجنود ( جنود ابرهة )
الجميع مات بإستثناء جندي واحد ظل في المعسكر و لم يشارك في المعركة كما يقول الكتاب
هذه الحرب وصفها لاحقا (later ) القرآن كتاب المسلمين المقدس في السورة 105،
طيور حملت الحجارة ورمت بها جيش أبرهة مما تسبب في تدميره بالكامل ،
كتابات أخرى أفادت بظهور البثور بشكل مفاجئ على جلد الجنود ( جنود ابرهة )
الجميع مات بإستثناء جندي واحد ظل في المعسكر و لم يشارك في المعركة كما يقول الكتاب
ما يـُستفاد مما ذُكر في الكتاب أعلاه :
1- الكاتب أرتكز على وقائع تاريخية و ليس على القرآن الكريم بدليل قوله :
وُصفت فيما بعد ....
was later allegorically discribed
ونركز هنا على عبارة later أي فيما بعد مما يدل على كون القصة كانت معروفة قبل ذكرها في القرآن الكريم ،
2- القرآن الكريم ليس وحده من تطرق لقصة أبرهة بدليل قول الكاتب :
كتابات أخرى .....
other writings
كتابات أخرى .....
other writings
3 - البثور ظهرت فجاة على جلد جنود أبرهة
(الوباء المفترض ظهر خلال المعركة )
رد شبهة : ابتلاء النبي أيوب بأمراض منفرة !
الأربعاء، 23 أغسطس 2017 أغسطس 23, 2017
هل ابتُلِي أيوب - عليه السلامُ-
بالأمراض المنفرة؟!
زعموا أنّ الإسلامَ أساءَ إلى أيوب النبيّ، فتارةً يذكر القرآنُ أنّه أذنب
ذنبًا كبيرًا، لذلك ابتلي بلاءًا شديدًا، وتارَةً يقولُون: أساءَ القرآنُ
إليه لما نسب إليه أمراضًا منفرةً، مثل: الدود الذي كان يخرج من جسده ويضعه مرّةً
أُخرى فيه، وأنه كان مُرمى على كناسة (زبالة) مدة سنين...
تعلّقوا
على ذلك بما جاء في بعض تفاسيرِ قول الله I: ] وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أنّي مَسَّنِيَ
الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا
بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِن
عندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ(84) [(الأنبياء).
جاءَ في تفسيرِ ابنِ كثيرٍ: يذكر تعالى عن أيوب u ما كان أصابه مِنَ البلاء، في ماله وولده وجسده، وذلك أنّه كان له مِنَ
الدواب والأنعام والحرث شيء كثيرٍ، وأولاد كثيرٍة، ومنازل مرضية. فابتلي في ذلك كلّه،
وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده، يُقال: بالجذام في سائر بدنه، ولم يبق منه
سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر بهما الله - عز وجل- حتى عافه الجليس، وأفردَ في ناحية
مِنَ البلد، ولم يبق مِنَ الناس أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ويُقال:
إنّها احتاجت فصارت تخدم الناس من أجله، وقد قال النبيّ r:
"أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل" وفي الحديث الآخر:
"يبتلى الرجل على قدر دينه، فإنّ كان في دينه صلابة زيد في بلائه ".
وقد كان نبيّ اللهِ أيوب u غاية في الصبر، وبه يضرب المثل في ذلك.
وقال يزيد بن ميسرة: لما ابتلى الله أيوب u بذهاب الأهل والمال والولد، ولم له يبق شيء، أحسن الذكر، ثم قال: أحمدك
رب الأرباب، الذي أحسنت إلي، أعطيتني المال والولد، فلم يبق من قلبي شعبة، إلا قد دخله
ذلك، فأخذت ذلك كلّه مني، وفرَّغت قلبي، ليس يحول بيني وبينك شيء، لو يعلم عدوي إبليس
بالذي صنعت، حسدني. قال: فلقي إبليس مِن ذلك منكرًا.
قال: وقال أيوب u يا رب إنك أعطيتني المال والولد، فلم يقم على بابي أحد يشكوني لظلم ظلمته،
وأنت تعلم ذلك. وأنّه كان يوطأ لي الفراش فأتركها وأقولُ لنفسي: يا نفس إنك لم تخلقي
لوطء الفرش، ما تركت ذلك إلا ابتغاء وجهك. رواه ابن أبي حاتم.
وقد ذكرَ عن وهب بن منبه في خبره قصّة طويلة، ساقها ابن جريرٍ وابن أبي
حاتم بالسند عنه، وذكرَها غير واحد من متأخري المفسّرين، وفيها غرابة تركناها لحال
الطول.
وقد روى أنّه مكث في البلاء مدة طويلة، ثم اختلفوا في السبب المهيج له
على هذا الدعاء، فقال الحسن وقتادة: ابتلي أيوبu سبع سنين وأشهرًا، ملقى على كُنَاسَة بني إسرائيلَ، تختلف الدواب في جسده
ففرج الله عنه، وعَظَمَّ له الأجر، وأحسن عليه الثناء.
وقال وهب بن منبه: مكث في البلاء ثلاث سنين، لا يزيد ولا ينقص.
وقال السدي: تساقط لحم أيوب حتى لم يبق إلا العصب والعظام، فكانت امرأته
تقوم عليه وتأتيه بالزاد يكون فيه، فقالت له امرأته لما طال وجعه: يا أيوب، لو دعوت
ربك يفرج عنك؟ فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحًا، فهل قليل لله أن أصبر له سبعين سنة؟
فجَزَعت مِن ذلك فخرجت، فكانت تعمل للناس بأجر وتأتيه بما تصيب فتطعمه، وإنّ
إبليسَ انطلق إلى رجلين من فلسطين كانا صديقين له وأخوين، فأتاهما فقال: أخوكما أيوب
أصابه مِنَ البلاء كذا وكذا، فأتياه وزوراه واحملا معكما من خمر أرضكما، فإنّه إن شرب
منه بَرَأ. فأتياه، فلمّا نظرا إليه بكيا، فقال: مِن أنّتما؟ فقالا: نحن فلان وفلان!
فرحَّب بهما وقال: مرحبًا بمن لا يجفوني عند البلاء، فقالا يا أيوب، لعلك كنت تُسر
شيئًا وتظهر غيره، فلذلك ابتلاك الله؟ فرفع رأسه إلى السماء ثم قال: هو يعلم، ما أسررت
شيئًا أظهرت غيره. ولكن ربّي ابتلاني لينظر أأصبر أم أجزع، فقالا له: يا أيوب، اشرب
من خمرنا فإنك إن شربت منه بَرَأت. قال: فغضب وقال جاءكما الخبيث فأمركما بهذا؟ كلامكما
وطعامكما وشرابكما عليّ حرام. فقاما مِن عندِه، وخرجت امرأته تعمل للناس فخبزت لأهل
بيت لهم صبي، فجعلت لهم قرصًا، وكان ابنُهم نائمًا، فكرهوا أنْ يوقظوه، فوهبوه لها.
فأتت به إلى أيوب، فأنكره وقال: ما كنت تأتيني بهذا، فما بالك اليوم؟
فأخبرته الخبر. قال: فلعلَّ الصبي قد استيقظ، فطلب القرص فلم يجده فهو يبكي على أهله.
[فانطلقي به إليه. فأقبلت حتى بلغت درجة القوم، فنطحتها شاة لهم، فقالت: تعس أيوب الخطاء!
فلمّا صعدت وجدت الصبي قد استيقظ وهو يطلب القرص، ويبكي على أهله]، لا يقبل منهم شيئًا
غيره، فقالت: رحم الله أيوب فدفعت القرص إليه ورجعت. ثم إنّ إبليسَ أتاها في صورة طبيب،
فقال لها: إن زوجك قد طال سُقمه، فإنّ أرادَ أنْ يبرأ فليأخذ ذبابًا فليذبحه باسم صنم
بني فلان فإنّه يبرأ ويتوب بعد ذلك. فقالت ذلك لأيوب، فقال: قد أتاك الخبيث. لله عليّ
إن برأت أن أجلدك مائة جلدة. فخرجت تسعى عليه، فحظر عنها الرزق، فجعلت لا تأتي أهل
بيت فيُريدُونها، فلمّا اشتد عليْها ذلك وخافت على أيوب لجوع حلقت من شعرها قرنًا فباعته
من صبية من بنات الأشراف، فأعطوها طعامًا طيبًا كَثِيرًا فأتت به أيوب، فلمّا رآه أنكره وقال: من أين لك
هذا؟ قالت: عملت لأناس فأطعموني. فأكل منه، فلمّا كان الغد خرجت فطلبت أن تعمل فلم
تجد فحلقت أيضًا قرنًا فباعته مِن تلك الجارية، فأعطوها مِن ذلك الطعام، فأتت به أيوب،
فقال: والله لا أطعمه حتى أعلم من أين هو؟ فوضعت خمارها، فلمّا رأى رأسها محلوقًا جزع
جزعًا شديدًا، فعند ذلك دعا ربه I:
{ أنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }. وقال ابنُ أبي حاتم:
حدّثَنا أبي، حدّثَنا موسى بن إسماعيل، حدّثَنا حمّاد، حدّثَنا أبو عمران الجوني، عن
نَوْف البِكَالي؛ أنّ الشيطان الذي عرج في أيوب كان يُقال له: "سوط"، قال:
وكانت امرأة أيوب تقول: "ادع الله فيشفيك"، فجعل لا يدعو، حتى مر به نفر
مِن بني إسرائيلَ، فقال بعضُهم لبعض: ما أصابه ما أصابه إلا بذنب عظيم أصابه، فعند
ذلك قال: "رب إنّي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين".
وحدّثَنا أبي، حدّثَنا أبو سلمة، حدّثَنا جرير بن حازم، عن عبد اللهِ
بن عبيد بن عمير قال: كان لأيوب - عليه السلامُ- أخوان فجاءا يومًا، فلم يستطيعا أنْ
يدنوا منه، من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر: لو كان الله علم من أيوب خيرًا
ما ابتلاه بهذا؟ فجزع أيوب مِن قَولِهما جَزعا لم يجزع من شيء قطّ، فقال: اللهمّ، إن
كنت تعلم أنّي لم أبت ليلة قطّ شبعان وأنا أعلم مكان جائع، فصدقني. فصدق مِنَ
السماء وهما يسمعان. ثم قال: اللهمّ، إن كنت تعلم أنّي لم يكنْ لي قميصان قطّ، وأنا
أعلم مكان عار، فَصَدقني فصدق مِنَ السماء وهما يسمعان. اللهمّ بعزتك ثم خر ساجدًا،
ثم قال اللهمّ بعزتك لا أرفع رأسي أبدًا حتى تكشف عني. فما رفع رأسه حتى كشف عنه.
وقد رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر مرفوعًا بنحو هذا فقال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى،
أخبرنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد، عن عُقَيل، عنِ الزهري، عن أنسٍ بن مالك، أنّ
رسولَ اللهِ r قال: " إن نبيّ اللهِ أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب
والبعيد، إلا رجلين من إخوانه، كانا من أخص إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال
أحدهما لصاحبه: تَعَلَّم -والله- لقد أذنب أيوب ذنبًا ما أذنبه أحد مِنَ العالمين.
فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمَه اللهُ فيكشف ما به. فلمّا
راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوبu:ما
أدري ما تقول، غير أنّ اللهَ - عز وجل- يعلم أنّي كنت أمرَ على الرجلين يتنازعان فيذكران
الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما، كراهة أنْ يذكرا الله إلا في حقِّ. قال: وكان يخرج
في حاجته، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ، فلمّا كان ذات يوم أبطأت عليه، فأوحى
إلى أيوب في مكانه: أن اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب". رفع هذا الحديث غريب
جدًا.
وقال ابنُ أبي حاتم: حدّثَنا أبي، حدّثَنا موسى بن إسماعيل، حدّثَنا حمّاد،
أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مِهْران، عنِ ابنِ عباسٍ، قال: وألبسه الله حلة مِنَ
الجنّةِ، فتنحى أيوب فجلس في ناحية، وجاءَت امرأته، فلم تعرفه، فقالت: يا عبد
اللهِ، أين ذهب المبتلى الذي كان هاهنا؟ لعلَّ الكلاب ذهبت به أوِ الذئاب، فجعلت تكلمه
ساعة، فقال: ويحك! أنا أيوب! قالت: أتسخر مني يا عبد اللهِ؟ فقال: ويحك! أنا أيوب،
قد ردّ الله علي جسدي. وبه قال ابنُ عباسٍ: ورد عليه ماله وولده عيانا، ومثلهم معهم.
وقال وهب بن منبه: أوحى الله إلى أيوب: قد رددت عليك أهلك ومالك ومثلهم
معهم، فاغتسل بهذا الماء، فإنّ فيه شفاءك، وقرب عن صاحبتك قربانًا، واستغفر لهم، فإنّهم
قد عصوني فيك. رواه ابن أبي حاتم.
[وقال] أيضًا: حدّثَنا أبو زُرْعَة، حدّثَنا عمرو بن مرزوق، حدّثَنا همام،
عن قتادةَ، عنِ النضر ابن أنس، عن بَشير بن نَهِيك، عن أبي هرَيْرةَ، عنِ النبيِّ r قال: "لما عافى الله أيوب، أمطر عليه جرادًا من ذهب، فجعل يأخذ بيده
ويجعله في ثوبه". قال: "فقيل له: يا أيوب، أما تشبع؟ قال: يا رب، ومن يشبع
من رحمتك".
أصله في الصحيحين، وسيأتي في موضع آخر.
وقوله: { وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } قد تقدّم عنِ
ابنِ عباسٍ أنّه قالَ: ردوا عليه بأعيانهم. وكذا رواه العوفي، عنِ ابنِ عباسٍ أيضًا.
وروي مثله عنِ ابنِ مسعود ومجاهد، وبه قال الحسن وقتادة.
وقد زعم بعضهم أن اسم زوجته رحمة، فإنّ كان أخذ ذلك من سياق الآية فقد
أبعد النَّجْعَة، وإن كان أخذه من نقل أهل الكتاب، وصح ذلك عنهم، فهو ممّا لا يصدق
ولا يكذب. وقد سماها ابن عساكر في تاريخه -رحمَه اللهُ تعالى- قال: ويُقال: اسمها ليا
ابنة مِنَشَّا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال: ويُقال: ليا بنت يعقوب،
عليه السلامُ، زوجة أيوب كانت معه بأرض البَثَنيَّة.
وقال مجاهد: قيل له: يا أيوب، إن أهلك لك في الجنّةِ، فإنّ شئت أتيناك
بهم، وإن شئت وهكذا روي عن قتادةَ، والسدي، وغير واحد مِنَ السلفِ، واللهُ أعلمُ.
وقوله I:
{ رَحْمَةً مِن عندِنَا } أيْ: فعلنا به ذلك رحمة مِنَ اللهِ به، { وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ
} أيْ: وجعلناه في ذلك قدوة، لئلا يظن أهل البلاء إنّما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا،
وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة
في ذلك. اهـ
الردُّ
على الشبهةِ
أولًا: إن ظاهر القرآن الكريم يدلُّ على أنّ
اللهَ I ابتلى نبيَّه
أيوب u ليس بسببِ ذنب أو مخالفة، وإنّما كان لحكمةٍ يعلمها I،
لعلَّ منها أنْ يرفعه I بصبره الدرجات العلى، وينال به المقامات العظمى...
فقد أثنى I على
صبره قائلًا I: ]
إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إنّه أَوَّابٌ [(ص 44)، وهذا سياق ثناء ومدح ورفع مقام، بخلافِ
سياق العتاب الذي جاءَ في قصّةِ يونس u الذي لم يصبر
على دعوة قومه، وذلك
في قولِه I: ]
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ. فَلَوْلَا أنّه كَانَ مِنَ
المُسَبِّحِينَ. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. فَنَبَذْنَاهُ
بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ [(الصافات 142 -145).
وعليْه:
فإنّ القرآنَ الكريمَ لم يسئ لنبيِّ اللهِ أيوب uبل
أثنى عليه خيرًا وذلك لمّا قال: ]نِعْمَ
الْعَبْدُ إنّه أَوَّابٌ [(ص 44). ومن المعروف لدى العرب واللغويين أن
كلمة (نِعْمَ) كلمة ثناء ومدح...
وأمّا
الذي أساءَ إلى النبيّ أيوب هو الكتاب المقدّسِ في سفرِ أيوب كما ستقدّم معنا -
إنْ شاءَ اللهُ -.
ثانيًا: إنّ الأمراض التي ذُكرت بشأنِ نبيّ
اللهِ أيوب أمراض منفرة ينفر منها الناس ولا تليق بأنبياء الله تعالى، ونحن لا نصدق
هذه الأمراض المنفرة التي جاءت في كتبِ التفاسير، لأنّها ليست ظاهرةً مِن كتابِ
الله، ولم يذكرَها النبيُّ محمد r في حديثٍ صحيحٍ،
بل هي نقولات مِنَ الإسرائيليات...
جاءَ حديثٌ صحيحٌ واحدٌ بهذا الشأن هو ما رواه أبو يعلى في مسنده برقمِ 3617 حدّثَنا حميد بن الربيع الخراز حدّثَنا سعيد بن أبي مريم
المصري حدّثَنا نافع بن يزيد عن عقيل بن خالد عنِ ابنِ شهاب: عن أنسٍ بن مالك أنّ
رسولَ اللهِ r قال:(إن أيوب نبيّ
اللهِ كان في بلائه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلان من إخوانه كانا
من أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان إليه فقال أحدهما لصاحبه: أتعلم والله لقد
أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد قال صاحبه: وما ذاك؟ قال منذ ثماني عشرة سنة لم يكشف عنه؟
!
فلمّا راحا
إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له فقال أيوب: لا أدري ما يقولُ غير أنّ اللهَ يعلم
أنّي كنت أمرَ على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية
أنْ يذكر الله إلا في حقِّ قال: وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته
بيده حتى يبلغ فلم كان ذات يوم أبطأ عليهما وأوحي إلى أيوب u في
مكانه { اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } فاستبطأته فلقيته ينتظر وأقبل عليهما قد أذهب الله
ما به مِنَ البلاء وهو على أحسن ما كان فلمّا رأته قالت: أي بارك الله فيك هل رأيت
نبيّ اللهِ هذا المبتلى ووالله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذ كان صحيحا قال
فإنّي أنا هو وكان له أنذران: أنذر للقمح وأنذر للشعير فبعث الله سحابتين فلمّا كانت
إحداهما على أنذر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى على أنذر الشعير الورق
حتى فاض).
قال حسين سليم أسد: رجاله رجال الصحيح خلا حميد بن الربيع الخزاز.
وذكره الشيخ مصطفى العدوي في كتابِ صحيح تفسير ابن كثيرٍ.
نُلاحظُ مِنَ الحديثِ: أنّ هذه الإمراض المنفرة تخلوا تمامًا
منه، وليس فيه ما ذكرَه المفسّرون...فكلّ ما هنالك أنّ اللهَ ابتلاه بمرض أقعده عن
دعوته وعن الناس، حتى أنّه ما كان يستطيع أنْ يدخل الخلاء بنفسه
إلا بمساندة زوجته... وهذا أمرَ غير منفر أبدًا، فالحكمة الظاهرة في ابتلاءات
الأنبياء هي رفع الدرجات وإعلاء الذكر والمقامات؛ لذا ثبتَ عنِ النبيِّ محمد في مسند الإمام أحمد برقمِ 25832 قال رَسُولُ اللَّهِ r:" إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً
الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ ".
تعليق شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن.
ومما
يدلُّ على بطلان ادعاء المُعترضين ما يلي:
1- ما قاله ابنُ العربي
كما ذكر القرطبي في تفسيرِه:
السادس - أن تلامذته الذين كانوا
يكتبون عنه لما أفضت حاله إلى ما انتهت إليه محوا ما كتبوا عنه، وقالوا: ما لهذا عند
الله قدر، فاشتكى الضر في ذهاب الوحي والدين من أيدي الناس.
وهذا ممّا لم يصح سنده.
واللهُ أعلمُ، قاله ابن العربي.
السابع - أن دودة سقطت من لحمه فأخذها وردها في موضعها فعقرته فصاح
" مسني الضر " فقيل: أعلينا تتصبر.
قال
ابنُ العربي: وهذا بعيد جدا.
مع أنّه يفتقر إلى نقل صحيح، ولا سبيل إلى وجوده.
الثامن - أنّ الدود كان يتناول بدنه فصبر حتى تناولت دودة قلبه وأخرى
لسانه، فقال: " مسني الضر " لاشتغاله عن ذكر الله.
قال ابنُ العربي: وما أحسن هذا لو كان له سند ولم تكن دعوى عريضة.
التاسع - أنّه أبهم عليه جهة أخذ البلاء له هل هو تأديب، أو تعذيب، أو
تخصيص، أو تمحيص، أو ذخر أو طهر، فقال: " مسني الضر " أي ضر الإشكال في جهة
أخذ البلاء.
قال ابنُ العربي: وهذا غلو لا يحتاج إليه.
العاشر - أنّه قيل له سل الله العافية فقال: أقمت في النعيم سبعين سنة
وأقيم في البلاء سبع سنين وحينئذ أسأله فقال: " مسني الضر ".
قال ابنُ العربي: وهذا ممكن ولكنه لم يصح في إقامته مدة خبر ولا في هذه
القصّة...
الرابع عشر - أن معنى: " مسني الضر " من شماتة الأعداء، ولهذا
قيل له: ما كان أشد عليك في بلائك؟ قال شماتة الأعداء.
قال
ابنُ العربي: وهذا ممكن فإنّ الكليم قد سأله أخوه العافية مِن ذلك فقال: " إنّ
القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء "(الأعراف 150). اهـ بتصرف
2- ما جاءَ في تفسيرِ الألوسي (ج 17 ص 358:( وفي هداية المريد للقاني أنّه يجوز على الأنبياء - عليهم السلام - كلّ عرض
بشري ليس محرمًا ولا مكروهًا ولا مباحًا مزريًا ولا مزمنًا ولا ممّا تعافه الأنفس ولا
ممّا يؤدي إلى النفرة ثم قال بعد ورقتين، واحترزنا بقولِنا ولا مزمنًا ولا ممّا تعافه
الأنفس عما كان كذلك كالإقعاد والبرص والجذام والعمى والجنون، وأمّا الإغماء فقال النووي
لا شكّ في جوازه عليهم لأنّه مرض بخلافِ الجنون فإنّه نقص، وقيد أبو حامد الإغماء بغيرِ
الطويل وجزم به البلقيني، قال السبكي: وليس كإغماء غيرهم لأنّه إنّما يستر حواسهم الظاهرة
دون قلوبهم لأنّها معصومة مِنَ النوم الأخف، قال: ويمتنع عليهم الجنون وإن قل لأنّه
نقص ويلحق به العمى ولم يعم نبيّ قطّ، وما ذكر عن شعيب من كونه كان ضريرًا لم يثبت،
وأمّا يعقوب فحصلت له غشاوة وزالت.
وفرق بعضهم في عروض ذلك بين أنْ يكونَ بعد التبليغ
وحصول الغرض مِنَ النبوّة فيجوز وبين أنْ يكونَ قبل فلا يجوز، ولعلك تختار القول
بحفظهم ممّا تعافه النفوس ويؤدي إلى الاستقذار والنفرة مطلقًا وحينئذٍ فلا بد مِنَ
القول بأنّ ما ابتلي به أيوب u لم يصل إلى حد الاستقذار والنفرة كما يشعر به ما روي عن قتادةَ ونقله القصاص
في كتبِهم، وذكر بعضهم أن داءه كان الجدري ولا أعتقد صحة ذلك والله تعالى أعلم. اهـ
3-
لما قام الشيخ مصطفى العدوي - حفظه الله- بعمل اختصار وتحقيق تفسير ابن كثيرٍ
حذف كلّ الروايات والآثار التي فيها الأمراض المنفرة ممّا يعني رفضه لها...
4-
إنّ النبيَّ محمد r ذكر أنّ اللهَ حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء؛ جاءَ
في سنن أبي داوُد برقمِ 1308 عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: " إنّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ -".صححه الألباني.
قلتُ:
فإذا كانتِ الأرضُ لا تأكل أجساد الأنبياء وهم في داخلها فكيف تأكلهم وهم على
ظاهرها في الحياة الدنيا كما ذُكر في تلك الروايات الكاذبات أنّ الدود كان يخرج من
جسده ويضعه مكانة مرّةً أُخرى...؟!
ثانيًا: إنْ قيلَ: وماذا
عن قول الله I: ] وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ
أنّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ(41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ
بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42) [(ص).
قال الألوسي في تفسيرِه: وإسناد المس إلى الشيطان قيل على ظاهره وذلك أنّه
عليه اللعنة سمع ثناء الملائكة عليهم السلام على أيوب u فحسده وسأل الله تعالى أنْ يسلطه على جسده وماله وولده ففعل- عز وجل- ابتلاءً
له، والقصّة مشهورة.
وفي بعض الآثار أنّ الماس له شيطان يُقال له مسوط، وأنكر الزمخشري
ذلك فقال: لا يجوز أنْ يسلط الله تعالى الشيطان على أنبيائه - عليهم السلام- ليقضي
من إتعابهم وتعذيبهم وطره، ولو قدر على ذلك لم يدع صالحًا إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد
تكرّرَ في القرآنِ أنّه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب، وجعل إسناد المس إليه هنا مجازًا
فقال: لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سببًا فيما مسه الله تعالى به مِنَ
النصب والعذاب نسبه إليه، وقد راعى uالأدب في ذلك حيث لم ينسبه إلى اللهِ سبحانَه في
دعائه مع أنّه - جل وعلا- فاعله ولا يقدر عليه إلا هو، وهذه الوسوسة قيل وسوسته إليه
u أنْ يسأل الله I البلاء ليمتحن ويجرب صبره على ما يصيبه...
إنّه كان مريضًا فاقد الأهل والمال فقيل هما ما كانا له من وسوسة الشيطان
إليه في مرضه من عظم البلاء والقنوط مِنَ الرحمة والإغراء على الجزع كان الشيطان يوسوس
إليه بذلك وهو يجاهده في دفع ذلك حتى تعب وتألم على ما هو فيه مِنَ البلاء فنادى ربه
يستصرفه عنه ويستعينه عليه { أَنّى مَسَّنِي الشيطان بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }.اهـ بتصرف
قلتُ:
إنّ الذي يظهر لي أنّ اللهَ Iابتلى
أيوب بالأمراض ونحوها ليزيد بالابتلاء أجره ويعظم شانه ويمحو به ذنبه...
فكان
في فترة مرضه يأتيه الشيطانُ بالوسوسةِ إليه قائلًا مثلًا: إلى متى تصبر على هذا
البلاء يا أيوب؟ أنت نبيّ كيف يتركك الله هكذا دون أنْ يشفيك...؟
أو
وسوس الشيطانُ لأصحابه قائلًا لهم مثلًا: كيف
يتركك الله هكذا دون أنْ يعافيك؟ لو كنت صالحًا وبارًا ما تركك اللهُ هكذا لقد أذنبت ذنبًا كبيرًا يا أيوب...؟
وظل
مُحاربًا له بالوسوسة... فصاح u قائلًا: يارب ] أَنّى مَسَّنِي الشيطانُ بِنُصْبٍ
وَعَذَابٍ [ فجاء الشفاءُ مِنَ اللهِ I لمّا قال له: ] ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ
بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42) [(ص).
كما أنّني اتفقُ تمامَ الاتفاق مع الإمام
الزمخشري فلا يسلط اللهُ I على نبيٍّ مِنَ الأنبياء شيطانًا أبدًا، وإنّما
ذُكر ذلك في الكتابِ المقدّسِ في سفرِ أيوب وليس عندنا نحن – المسلمين- كما ستقدّم
معنا ، وكذلك فإن الشيطان لا يملك القدرة على أن يُمرض الناس بالأمراض الجسدية
المعروفة، فلا يملك إلا الوسوسة لا أكثر.....
ثالثًا: إنّ الذي أساءَ لنبيِّ اللهِ أيوب u هو الكتاب المقدّسِ كما ذكرت أنفًا، حيث نجدُ فيه أنّ الشيطان ابتلى أيوبَ، وتسلط عليه من قِبل الله I حتى أصابه بالأمراض المُنفرة...
جاءَ ذلك في سفرِ أيوب الأصحاحِ الأول عدد 8 " فَقَالَ
الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟
لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ في الأرضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ، يَتَّقِي
اللهَ وَيَحِيدُ عنِ الشَّرِّ». 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ الرَّبَّ
وَقَالَ: «هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ
سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كلِّ مَا لَهُ مِنْ كلِّ
نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ في الأرضِ. 11وَلكِنِ
ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ، فَإنّه فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ
عَلَيْكَ». 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ
فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ». ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ
مِنْ أمامَ وَجْهِ الرَّبِّ".
ونقرأ أيضًا في الأصحاحِ الثاني مِن سفرِ أيوب عدد3 " فَقَالَ
الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟
لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ في الأرضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ
وَيَحِيدُ عنِ الشَّرِّ. وَإِلَى الآنَ هُوَ مُتَمَسِّكٌ بِكَمَالِهِ، وَقَدْ
هَيَّجْتَنِي عَلَيْهِ لأَبْتَلِعَهُ بِلاَ سَبَبٍ». 4فَأَجَابَ
الشَّيْطَانُ الرَّبَّ وَقَالَ: «جِلْدٌ بِجِلْدٍ، وَكُلُّ مَا لِلإِنْسَانِ
يُعْطِيهِ لأَجْلِ نَفْسِهِ. 5وَلكِنْ ابْسِطِ الآنَ يَدَكَ وَمَسَّ
عَظْمَهُ وَلَحْمَهُ، فَإنّه فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ». 6فَقَالَ
الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ».7فَخَرَجَ
الشَّيْطَانُ مِنْ حَضْرَةِ الرَّبِّ، وَضَرَبَ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ
بَاطِنِ قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ. 8فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً
لِيَحْتَكَّ بِهَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ الرَّمَادِ "!
نلاحظ
من النصوص: أن الشيطانَ أخذ الأذن من اللهِ أنْ يضرب أيوبَ بالأمراض المُنفرة،
دون أن يقتله.... فضَرَبَ الشيطانُ أَيُّوبَ بِقُرْحٍ رَدِيءٍ مِنْ بَاطِنِ
قَدَمِهِ إِلَى هَامَتِهِ....ثم انتقل أيوبُ بعد مرضه ليعيش في وسط الرماد (الزبالة)...
8فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ شَقْفَةً لِيَحْتَكَّ بِهَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي وَسَطِ
الرَّمَادِ ...!
وعليه:فقد اتضح لنا مصدر تلك الراويات
التي دخلت كتب تراث المسلمين،كما اتضح لنا المصدر المُسيء للنبي أيوب لدى المنصفين....
كتبه / أكرم حسن مرسي
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
