أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله  جل  عن الشبيه والمثيل والكفؤ والنظير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  وصفيه وخليله وخيرته من خلقه

 ونبيه وأمينه على وحيه وأشهد أن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه 


 




مسألة سب معاوية لعلي رضى الله عنهما


يتعلق أهل البدع والأهواء في ذلك بشبهات واهية ، ليس فيها أى دليل على ما يتشدقون به


الشبهة الأولى

ما جاء فى صحيح مسلم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبية قال أمر معاوية بن أبى سفيان سعداً فقال (( ما منعك أن تسب أبا التراب؟))
فقال : (( أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم :::
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه فى بعض مغاويه فقال له علي (( يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟))
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ))
وسمعته يقول يوم خيبر ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسولة ))
قال : فتطاولنا لها فقال (( ادعوا لي علياً )) فأتي به أرمد فبصق فى عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه
ولما نزلت هذه الآية (( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم )) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال (( اللهم هؤلاء أهلي ))
#الـــــــــــــــــــــــجــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــــأولا هذا الحديث لا تصح نسبته إلى الإمام مسلم دون بيان أنه إنما أورده فى الشواهد لا فى الاصول أى أنه لم يخرجه احتجاجاً فغنه على طريقته المعروفة والتى نص عليها فى مقدمتة صحيحة يقدم اللفظ الأصح والمحفوظ فى الرواية ثم يتبعه بما هو دونه وقد يشير فى ذلك لعلة فى السياق المؤخر ونص على مثل ذلك فى كتاب (( التميز ) له _ وهو فى العلل _ ومن أمثلته ما نحن بصدده الآن
فالإمام مسلم أرود أكثر من طريق لحديث (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ))
ليس فيها هذا اللفظ (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟))
ولا حتى إشارة له (((( بل هذا اللفظ تفرد به راوٍ مختلفٌ فيه ))))
وهو بُكَيرِ بن مسمار ((بكير بن مسمار ::: قال عنه ابن حجر فى التقريب ((صدوق )) وقال الذهبي فى الكاشف ::: (( فيه شيئ )) وقال النسائى :: ليس به بأس ) ((وهذا دون التوثيق )) وقال أبو أحمد بن عدي ::::((مستقيم الحديث ))
وقال البخاري :(( فيه نظر :::: كما فى تهذيب الكمال وذكر له هذا الحديث فى التاريخ الكبير (115/2) وقال فيه بعض النظر ، وما روى له شيئاً
وذكره العقلي فى ( الضعفاء 191) وقال ابن حزم في المحلي (47/9)
(((~~~~~ بكير بن مسمار #ضــعــيــفـــــ ~~~~~)
وقال عنه الذهبي في ( المغني في الضعفاء 180/1) صدوق لينه ابن حبان ابن البستي وابن حزم وقال البخارى فيه نظر

كلمة ( أمر معاوية بن أبى سفيان سعداً هي من كلام بكير لا من كلام سعد، إذ لو كانت من كلام سعد لقال (( أمرني معاوية )) فيكون قد روى بالمعنى وتصرف بالألفاظ فقد جاء الحديث عند الحاكم عن بكير بن مسمار قال :: سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما (( ما #مـــنـــعــك أن تسب ابن أبي طالب ؟)) فهذا إسناد متصل وليس فيه لفظ الأمر .
ثانيا على فرض أن اللفظ ثابت فليس صريحاً في السب ولا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسب علي رضى الله عنهم وإنما أراد معاوية أن يستفسر عن المانع من سب علي فأجابه سعد عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه

~~~~~~~~~~~~~

كما أن سكوت معاوية هنا تصويب لرأي سعد ولو كان معاوية رضى الله عنه ظالماً يجبر الناس على سب علي رضى الله عنه كما يدعون لما سكت عن سعد ولأجبره على سبه ولكن لم يحدث من ذلك شئ فعلم أنه لم يأمر بسبه ولا رضي بذلك
ويقول #الإمــــام_الـــنووي رحمه الله
فى ذلك ((
قول معاوية هذا ليس فيه تصحيح بأنه أمر سعداً بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول ::: هل امتنعت تورعاً ،أو خوفاً أو غير ذلك فإن كان تورعاً إجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر
::::::::::: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما #معــنـك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ ؟))  ((شرح النووي لصحيح مسلم ))
وقال القرطبي فى شرح هذا الحديث (( وهذا ليس بتصريح بالسب ، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك أو من نقيضه كما قد ظهر من جوابه ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن وعرف الحق لمستحقه

ولو سمعنا ان ذلك من معاوية رضى الله عنه حمل على السب فإنه يتحمل أن يكون طلب منه أن يسبه بتقصير فى اجتهاد ، في إسلام عثمان لقاتليه أو في إقدامه على الحرب
والقتال للمسلمين وما أشبه ذلك مما يمكن أن يقصر بمثله من أهل الفضل
وأما التصريح باللعن وركيك القول فحاشا معاوية منه ومن كان على مثله حاله من الصحبة والدين والفضل والحلم والعلم (( اختصار يسير من شرح القرطبى لصحيح مسلم عنوان الكتاب ((المفهم لما اشكل من تخليص كتاب مسلم ))
وقال القاضي عايض في شرح هذا الحديث (( ليس فيه تصريح بأنه أمره بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب وقد سئل عن مثل هذا السؤال من يستجيز سب المسؤول عنه وسئل عنه من لا يستجيزه
فقد يكون معاوية راى سعداً بين قوم يسبونه، ولا يمكن الإنكار عليهم
فقال : ما منعك أن تسب ابا تراب ليستخرج منه مثل ما استخرج مما حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون له حجة على من سبه ممن ينضاف إليه من غوغاء جنده فيحصل على المراد على لسان غيره من الصحابة
ويمكن أن يريد السب الذى هو بمعنى التغير للمذهب والرأى وقد سمى ذلك فى العرف سبا ويقال فى فرقة إنها تسب أخرى إذا سمعت منهم أنهم اخطؤوا فى مذهبهم وحادوا عن الصواب وأكثر من التسنيع عليهم فمن الممكن أن يريد معاوية من سعد بقوله (( ما منعك أن تسب ابا التراب ؟)) اى يظهر للناس خطأه فى رايه وإن راينا وما نحن عليه اشد واصوب ::: اختصار يسير من شرح القاضى عياض لصحيح مسلم عنوان الكتاب ((إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ).
وقيل : إن معاوية رضى الله عنه إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل علي رضى الله عنه فإن معاوية كان رجلاً فطنا ذكياً يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي رضى الله عنهما فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير.
ثالثا إن معاوية كان رجلا ذكياً مشهوراً بالعقل والدهاء فلو أراد حمل الناس على سب   عليا  رضى الله عنه وحاشاه من ذلك افكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وهو من هو فى الفضل والورع مع عدم دخوله فى الفتنة أصلا !!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً فيكف #بــــــــــمــــعـــــاويـــــــة


                         تااااابعونا على الفيس بوك