مسألة سب معاوية لعلي رضى الله عنهما
الجمعة، 16 يونيو 2017 يونيو 16, 2017
أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله جل عن الشبيه والمثيل والكفؤ والنظير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه
ونبيه وأمينه على وحيه وأشهد أن عيسى عبده ورسوله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه
مسألة سب معاوية لعلي رضى الله عنهما
يتعلق أهل البدع والأهواء في ذلك بشبهات واهية ، ليس فيها أى دليل على ما يتشدقون به
الشبهة الأولى
ما جاء فى صحيح مسلم عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبية قال أمر معاوية بن أبى سفيان سعداً فقال (( ما منعك أن تسب أبا التراب؟))
فقال : (( أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم :::
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه فى بعض مغاويه فقال له علي (( يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟))
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ))
وسمعته يقول يوم خيبر ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسولة ))
قال : فتطاولنا لها فقال (( ادعوا لي علياً )) فأتي به أرمد فبصق فى عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه
ولما نزلت هذه الآية (( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم )) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال (( اللهم هؤلاء أهلي ))
#الـــــــــــــــــــــــجــــــــــــوابـــــــــــــــــــــــــــأولا هذا الحديث لا تصح نسبته إلى الإمام مسلم دون بيان أنه إنما أورده فى الشواهد لا فى الاصول أى أنه لم يخرجه احتجاجاً فغنه على طريقته المعروفة والتى نص عليها فى مقدمتة صحيحة يقدم اللفظ الأصح والمحفوظ فى الرواية ثم يتبعه بما هو دونه وقد يشير فى ذلك لعلة فى السياق المؤخر ونص على مثل ذلك فى كتاب (( التميز ) له _ وهو فى العلل _ ومن أمثلته ما نحن بصدده الآن
فالإمام مسلم أرود أكثر من طريق لحديث (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ))
ليس فيها هذا اللفظ (( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟))
ولا حتى إشارة له (((( بل هذا اللفظ تفرد به راوٍ مختلفٌ فيه ))))
وهو بُكَيرِ بن مسمار ((بكير بن مسمار ::: قال عنه ابن حجر فى التقريب ((صدوق )) وقال الذهبي فى الكاشف ::: (( فيه شيئ )) وقال النسائى :: ليس به بأس ) ((وهذا دون التوثيق )) وقال أبو أحمد بن عدي ::::((مستقيم الحديث ))
وقال البخاري :(( فيه نظر :::: كما فى تهذيب الكمال وذكر له هذا الحديث فى التاريخ الكبير (115/2) وقال فيه بعض النظر ، وما روى له شيئاً
وذكره العقلي فى ( الضعفاء 191) وقال ابن حزم في المحلي (47/9)
(((~~~~~ بكير بن مسمار #ضــعــيــفـــــ ~~~~~)
وقال عنه الذهبي في ( المغني في الضعفاء 180/1) صدوق لينه ابن حبان ابن البستي وابن حزم وقال البخارى فيه نظر
كلمة ( أمر معاوية بن أبى سفيان سعداً هي من كلام بكير لا من كلام سعد، إذ لو كانت من كلام سعد لقال (( أمرني معاوية )) فيكون قد روى بالمعنى وتصرف بالألفاظ فقد جاء الحديث عند الحاكم عن بكير بن مسمار قال :: سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما (( ما #مـــنـــعــك أن تسب ابن أبي طالب ؟)) فهذا إسناد متصل وليس فيه لفظ الأمر .
ثانيا على فرض أن اللفظ ثابت فليس صريحاً في السب ولا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسب علي رضى الله عنهم وإنما أراد معاوية أن يستفسر عن المانع من سب علي فأجابه سعد عن السبب ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه
~~~~~~~~~~~~~
كما أن سكوت معاوية هنا تصويب لرأي سعد ولو كان معاوية رضى الله عنه ظالماً يجبر الناس على سب علي رضى الله عنه كما يدعون لما سكت عن سعد ولأجبره على سبه ولكن لم يحدث من ذلك شئ فعلم أنه لم يأمر بسبه ولا رضي بذلك
ويقول #الإمــــام_الـــنووي رحمه الله
فى ذلك ((قول معاوية هذا ليس فيه تصحيح بأنه أمر سعداً بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول ::: هل امتنعت تورعاً ،أو خوفاً أو غير ذلك فإن كان تورعاً إجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر
::::::::::: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما #معــنـك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ ؟)) ((شرح النووي لصحيح مسلم ))
وقال القرطبي فى شرح هذا الحديث (( وهذا ليس بتصريح بالسب ، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج ما عنده من ذلك أو من نقيضه كما قد ظهر من جوابه ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن وعرف الحق لمستحقه
ولو سمعنا ان ذلك من معاوية رضى الله عنه حمل على السب فإنه يتحمل أن يكون طلب منه أن يسبه بتقصير فى اجتهاد ، في إسلام عثمان لقاتليه أو في إقدامه على الحرب
والقتال للمسلمين وما أشبه ذلك مما يمكن أن يقصر بمثله من أهل الفضل
وأما التصريح باللعن وركيك القول فحاشا معاوية منه ومن كان على مثله حاله من الصحبة والدين والفضل والحلم والعلم (( اختصار يسير من شرح القرطبى لصحيح مسلم عنوان الكتاب ((المفهم لما اشكل من تخليص كتاب مسلم ))
وقال القاضي عايض في شرح هذا الحديث (( ليس فيه تصريح بأنه أمره بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب وقد سئل عن مثل هذا السؤال من يستجيز سب المسؤول عنه وسئل عنه من لا يستجيزه
فقد يكون معاوية راى سعداً بين قوم يسبونه، ولا يمكن الإنكار عليهم
فقال : ما منعك أن تسب ابا تراب ليستخرج منه مثل ما استخرج مما حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون له حجة على من سبه ممن ينضاف إليه من غوغاء جنده فيحصل على المراد على لسان غيره من الصحابة
ويمكن أن يريد السب الذى هو بمعنى التغير للمذهب والرأى وقد سمى ذلك فى العرف سبا ويقال فى فرقة إنها تسب أخرى إذا سمعت منهم أنهم اخطؤوا فى مذهبهم وحادوا عن الصواب وأكثر من التسنيع عليهم فمن الممكن أن يريد معاوية من سعد بقوله (( ما منعك أن تسب ابا التراب ؟)) اى يظهر للناس خطأه فى رايه وإن راينا وما نحن عليه اشد واصوب ::: اختصار يسير من شرح القاضى عياض لصحيح مسلم عنوان الكتاب ((إكمال المعلم شرح صحيح مسلم ).
وقيل : إن معاوية رضى الله عنه إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل علي رضى الله عنه فإن معاوية كان رجلاً فطنا ذكياً يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي رضى الله عنهما فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير.
ثالثا إن معاوية كان رجلا ذكياً مشهوراً بالعقل والدهاء فلو أراد حمل الناس على سب عليا رضى الله عنه وحاشاه من ذلك افكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وهو من هو فى الفضل والورع مع عدم دخوله فى الفتنة أصلا !!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً فيكف #بــــــــــمــــعـــــاويـــــــة
رد شبهة" نبي عبس في وجه أعمى؟!
الاثنين، 12 يونيو 2017 يونيو 12, 2017
رد شبهة" نبي عبس في وجه أعمى؟!
سألوا سؤالًا فحواه: كيف يهتمُ رسولُ الإسلامِ بأصحابِ الجاه والمناصب، ويرفض مقابلة الفقيرَ والمسكينَ؛بل ويعبس في وجِه الأعمى ويهمله....أليس ذلك مطعنًا في رسالة النبي محمد....؟!
اعتمدوا في شبهتِهم على تفسيرِ قولِه
عبس وتولى ( 1 ) أن جاءه الأعمى ( 2 ) وما يدريك لعله
يزكى ( 3 ) أو يذكر فتنفعه الذكرى ( 4 ) أما من استغنى ( 5
) فأنت له تصدى ( 6 ) وما عليك ألا يزكى ( 7 ) وأما من
جاءك يسعى ( 8 ) وهو يخشى ( 9 ) فأنت عنه تلهى
عبس وتولى ( 1 ) أن جاءه الأعمى ( 2 ) وما يدريك لعله
يزكى ( 3 ) أو يذكر فتنفعه الذكرى ( 4 ) أما من استغنى ( 5
) فأنت له تصدى ( 6 ) وما عليك ألا يزكى ( 7 ) وأما من
جاءك يسعى ( 8 ) وهو يخشى ( 9 ) فأنت عنه تلهى
قال ابنُ كثيرٍ في تفسيره: ذكر غيرُ واحدٍ من المفسرين أن رسول الله كان يومًا يخاطبُ بعض عظماء قريش، وقد طَمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابنُ أم مكتوم وكان ممن أسلم قديما-فجعل يسأل رسول الله عن شيء ويلح عليه، وودَّ النبيُّ أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل ؛ طمعا ورغبة في هدايته. وعَبَس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه، وأقبل على الآخر، فأنزل الله : ] عَبَسَ وَتَوَلَّى ]1[ أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى]2[ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ]3[ ..
الرد على الشبهة
أولًا: إن هذه الآيات تدلُ على صدقِ نبوةِ النبي محمد لأن فيها معاتبة له من ربِّه فلو كان محمدٌ هو الذي اختلق القرآنَ كما يدّعى أعداؤه المعترضون ؛ ما كان ليكتب مثل هذه الآيات التي فيها عتاب له ، ولأظهر نفسَه في أحسنِ وأبهى مظهرٍ...
وعليه: فإن هذه الآيات تدل على أن القرآنَ الكريم كلامُ اللهِ وليس من تأليف النبيِّ محمد وأن محمدًا رسولًا أمينًا من عند اللهِ حقًا ويقينًا...
ثانيًا : إن الواضح من خلالِ الجمعِ بين رواياتِ أسباب النزول نجد أن النبيَّ كان عنده بعضُ صناديدِ قريشٍ ، وكان النبيُّ حريصًا على هدايتهم فبينما هو يدعوهم إلى الله لأنهم لو أسلموا لإسلام بإسلامهم خلقٌ كثرٌ ؛ فإذا بعبدِ الله بن أم مكتوم يأتي إلى النبيِّ محمد ويقول : " أقرئني وعلمني مما علمك الله .... وكرر ذلك وهو لا يعلم بتشاغل النبيِّ بالقوم والاجتماع القائم....فكره النبيُّ r قطعَه لكلامِه ، وأعرض عنه عابسًا بوجه مع العلم أن عبدَ اللهِ بن مكتوم أعمي لم يرى عبوس وجه النبيِّ محمد، ولم يعلم به فنزلت الآيات حاكيات :: "عَبَسَ وَتَوَلَّى ...."
وعليه: فليس في القصة ما يفيد احتقاره (( للأعمى؛ ولم يُعرض عن ابن أم مكتوم قاصدًا إساءته، ولإستصغاره لشأنه؛ وإنما فعل ذلك حرصًا منه على أن يتفرغ لما هو فيه من دعوة أولئك الصناديد الذين يقفون عائقًا ضد دعوته، فقد كان يحزن عليهم لأعراضهم عن دعوته، وعدم الإيمان برسالته حتى قال له ربُّه : ] فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفا [ (الكهف6) .
جاء فى التفسير الميسر : فلعلك - أيها الرسول - مهلك نفسك غما وحزناً على أثر تولي قومك وإعراضهم عنك إن لم يصدقوا بهذا القرآن ويعملوا به
وعليه: فإن ما وقع من النبيِّ محمد في هذه القصةِ حينما أقطب بجبينه ولم يره الأعمى ليس خطأ منه؛ وإنما هو ترك أولى، ولفت انتباه له، وهو من باب( حسنات الأبرار سيئات المقربين) لأنه لم يكن يعلم أن اللهَ سيعاتبه في كتابِه المجيد بهذا الشأن المُبين ؛ لذلك تذكر الرواياتُ أن النبيَّ كان بعد نزولها إذا رأى ابنَ مكتوم يبسط له رداءه ويقول: " مرحباًً بمن عاتبني فيه ربي ".
دلل على ما سبق ما جاء في التفاسير فمنها ما يلي:
1 - تفسير الألوسي: { عَبَسَ وتولى * أَن جَاءهُ الأعمى } إلى أخر الأيات روى أن ابن أم
مكتوم وهو ابن خال خديجة واسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن جندب بن هرم بن رواحة بن حجر
بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي وقيل عبد الله بن شريح بن مالك بن أبي ربيعة الفهري والأولى
مكتوم وهو ابن خال خديجة واسمه عمرو بن قيس بن زائدة بن جندب بن هرم بن رواحة بن حجر
بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي وقيل عبد الله بن شريح بن مالك بن أبي ربيعة الفهري والأولى
2- تفسير الجلالين: " أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى " عَبْد اللَّه بْن أُمّ مَكْتُوم فَقَطَعَهُ عَمَّا هُوَ مَشْغُول بِهِ مِمَّنْ يَرْجُو إِسْلَامه مِنْ أَشْرَاف قُرَيْش الَّذِينَ هُوَ حَرِيص عَلَى إِسْلَامهمْ , وَلَمْ يَدْرِ الْأَعْمَى أَنَّهُ مَشْغُول بِذَلِكَ فَنَادَاهُ : عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَك اللَّه , فَانْصَرَفَ النَّبِيّ r إِلَى بَيْته فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ بِمَا نَزَلَ فِي هَذِهِ السُّورَة , فَكَانَ بَعْد ذَلِكَ يَقُول لَهُ إِذَا جَاءَ : " مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي " وَيَبْسُط لَهُ رِدَاءَهُ.
3- تفسير القرطبي: قال الثوري : فكان النبي(( بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم يبسط له رداءه وبقول: [ مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ].
أكثر وأشهر كما في «جامع الأصول» وأم مكتوم كنية أمه واسمها عاتكة بنت عبد الله المخزومية وغلط الزمخشري في جعلها في «الكشاف» جدته وكان أعمى وعمى بعد نور وقيل ولد أعمى ولذا قيل لأمه أم مكتوم أتى رسول الله وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يناجيهم ويدعوهم إلىى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال يا رسول الله: أقرئني وعلمني مما علمك الله تعالى ،وكرر ذلك ولم يعلم تشاغله بالقوم فكرهه رسول الله قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله يكرمه ويقول(( إذا رآه مرحباً بمن عاتبني فيه ربي)) ويقول ((هل لك من حاجة واستخلفه)) على المدينة فكان يصلي بالناس ثلاث عشرة مرة كماا رواه ابن عبد البر في الاستيعاب من أهل العلم بالسير ثم استخلف بعده أبا لبابة وهو من المهاجرين الأولين هاجر على الصحيح قبل النبي ووهم القرطبي في زعمه أنه مدني وأنه لم يجتمع بالصناديد المذكورين من أهل مكة وموته قيل بالقادسية شهيداً يوم فتح المدائن أيام عمر -رضي الله تعالى- عنه ورآه أنس يومئذ وعليه درع وله راية سوداء وقيل رجع منها إلى المدينة فمات بها -رضي الله تعالى عنه -وضمير عبس وما بعده للنبي وفي التعبير عنه بضمير الغيبة إجلال له لإيهام أن من صدر عنه ذلك غيره لأنه لا يصدر عنه مثله كما أن في التعبير عنه بضمير الخطاب في قوله سبحانه : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يزكى } .
4- تفسير اللباب لابن عادل: قال الثوري : « فكان النبيُّ بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم بسط له رداءهُ ، ويقول : " مَرْحَباً بمَنْ عَاتَبنِي فِيهِ ربِّي ، ويقول : هَلْ مِنْ حَاجَةٍ ((واستخلفهُُ على المدينة مرتين في غزوتين غزاهما ))
ثالثًا: إن قيل: لماذا عاتب اللهُ النبي محمد رُغم أن ابن أم مكتوم يستحق التوبيخ
قلتُ
: (إن عبدَ اللهِ بن أم مكتوم)) وإن كان فقد بصَره لا يرى القوم ولكن صحة سمعة
كان يسمع مخاطبة النبيِّ لأولئك الكفار، وكان يسمع أصواتهم ايضا وكان
يعرف بواسطة استماع تلك الكلمات شدة اهتمام النبى بشأنهم فى الاجتماع بهم
غرض النَّبيِّ إيذاء للنبيِّ ومعصية عظيمة؛ لكنّ الله عاتبه لأن الأعمى
يستحق مزيد الرفق والرأفة والرحمة
: (إن عبدَ اللهِ بن أم مكتوم)) وإن كان فقد بصَره لا يرى القوم ولكن صحة سمعة
كان يسمع مخاطبة النبيِّ لأولئك الكفار، وكان يسمع أصواتهم ايضا وكان
يعرف بواسطة استماع تلك الكلمات شدة اهتمام النبى بشأنهم فى الاجتماع بهم
، فكان إقدامه على قطع كلام النبِيِّ وإلقاء غرض نفسه في السؤال قبل تمام
يستحق مزيد الرفق والرأفة والرحمة
ونلاحظ: مدى حب اللهِ ↻↻ لنبيِّه والحرص في المعاتبة له بالرقة والرحمة... وذلك من قولِه عبس وتولى . أن جاءه الأعمى....
فجاءت بصيغة الحكاية عن غائب غير المخاطبِ؛ أي: بلفظ الإخبار عن الغائب وذلك يُظهر لنا مكانة النبيِّ عند ربِّه وإكرامه له حين واجهه بهذا الشأن... فلم يقل اللهُ: عبَستَ وتوليتَ...".
رابعًا: أما عن سؤالهم الذي يقول: كيف يهتم رسولُ الإسلامِ بأصحابِ الجاه والمناصب، ويرفض الفقيرَ والمسكينَ، ويعبس في وجِه الأعمى ولا يهتم به... قد أجبت على مرادهم بماا سبق بيانه....
والآن أُظهر ما غاب عنهم بشأن رحمته مع الفقراء والمساكين... وهذا يبطل اعتراضهم، ويظل رؤفًا رحيمًا ....
أدلة ما سبق فيما يلي:
1- صحيح مسلم كِتَاب الْجَنَائِزِ بَاب الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ برقم 1588 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّاا فَفَقَدَهَا r فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ ،فَقَالُوا : مَاتَ قَالَ أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي؟ قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزََّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ
2- صحيح مسلم برقم 4275 عن أنسٍ قَالَ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ rعَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: " يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ ".
3- صحيح مسلم برقم 4269 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَشْرَ سِنِينَ وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا.
4- صحيح البخاري برقم 1376 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ
خامساً
خامساً
إن الأناجيلَ نسبت إلى يسوعَ المسيحِ أنه احتقر المرأة َ
الكنعانية أخبرها بأنها من
الكلاب، وذلك لما جاءته ترجو شفاءَ ابنتِها...... جاء ذلك في إنجيل
متى إصحاح 15 عدد 21 ((ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ
إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. 22وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ
تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً:«ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!
اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا))». 23فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ
وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا!»
24فَأَجَابَ وَقَالَ:
«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».
25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً:«يَا سَيِّدُ، أَعِنِّي!» 26فَأَجَابَ وَقَالَ:
«لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ
لِلْكِلاَب».
27فَقَالَتْ:
«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ
مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!». 28حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:«يَا امْرَأَةُ،
عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَك
كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ
.
الملاحظ من النصوصِ: أن كلَّ من ليس يهوديًا فهو من الكلابِ بحسب ما نُسب إلى يسوع المسيح...
والملاحظ أيضًا: أن (يسوع) لم يشف ابنة المرأة الكنعانية
إلا حينما اعترفت له أنها من الكلابِ "27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!
وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا"!
إلا حينما اعترفت له أنها من الكلابِ "27فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ!
وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا"!
وأتساءل سؤالين:
1- هل هذه هي المحبة من إلهِ المحبة التي يؤمن بها المعترضون ؟!
2- هل هذا هو احترام الضعفاء والإنصاتِ لهم، وتلبيةِ مطالبهم....؟!
كتبه / أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابي /(( رد الشبهات عن القرآن والآيات))
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)
