هل الله له عرش وكرسي
الجمعة، 31 أغسطس 2018 أغسطس 31, 2018
منتقد القرآن يسأل : هل الله له عرش وكرسي؟
يصف إله القرآن نفسه بصفات تشبه صفات الملوك والرؤساء من البشر، من حيث أن له عرشا يستوي عليه: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }(الأعراف:54) وهذا العرش على الماء ثابت: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (هود:07) وله كرسي أيضا:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}(البقرة:255) فكيف نفهم هذه الآيات؟ ألا يدل هذا على بشرية إله الإسلام؟
: قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (هود:07) له معنيان:
الأول: أن عرش الرحمن كان فوق الماء الذي خلقت منه السماوات والأرض، والدليل على ذلك قوله في آية أخرى:{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا }
ثم ذكر مادة خلقهما فقال:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}(الأنبياء:30)، يقول العلامة وهبة الزحيلي رحمه الله:"وهذه الآية:{ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } تدل على كيفية بدء الخلق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، وعلى أن العرش والماء كانا قبل السماوات والأرض، وأن العرش كان قبل أن يخلق شيئا، وأن ما تحت العرش هو الماء أصل المادة الحية" (التفسير المنير للزحيلي ج12 ص21).
الثاني: أن العرش في هذه الآية هو البناء، من "عرَش الرَّجُلُ: هيَّأ، أو بنى بناء من خشب، ومنه قوله تعالى:{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}(الأعراف:137)"
(معجم اللغة العربية المعاصرة ص1479) فقوله: "{وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ} [هُودٍ: 7]
أَيْ بِنَاؤُهُ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْجَبُ فِي الْقُدْرَةِ، فَالْبَانِي يبْنِي الْبِنَاءَ مُتَبَاعِدًا عَنِ الْمَاءِ عَلَى الْأَرْضِ الصلبة لئلا ينهدم، والله تعالى بنى السموات وَالْأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ لِيَعْرِفَ الْعُقَلَاءُ قُدْرَتَهُ وَكَمَالَ جَلَالَتِهِ"
(تفسير الفخر الرازي:ج17 ص192).
ولكن المعنى الأول هو الأقرب والأصح لتواتر ذكر العرش في القرآن الكريم (20 مرة) وكذا في السنة المطهرة بشكل يدل دلالة قاطعة على أنه جسم مخلوق له وزن وكتلة كما ورد في الحديث الصحيح: "سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ" (صحيح مسلم ح2726)
بخلاف "الكرسي" الذي ذكر مرة واحدة في القرآن، ولذلك احتمل تفسيرات أخرى معنوية: "وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وَعز:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ} (الْبَقَرَة: 255) فِيهِ غيرُ قَول. قَالَ ابْن عَبَّاس: كرسيه: عِلُمه. قَالَ: وَقَالَ قوم: كرسيهُ: قدرته الَّتِي بهَا يمسك السَّمَوَات وَالْأَرْض" (تهذيب اللغة ج10 ص32-33).
وأما الحديث الذي يفسر الكرسي بأنه :" موضع القدمين " فهو حديث موقوف على ابن عباس وأبي موسى الأشعري من قولهما ولا تصح نسبته إلى الموحى إليه صلى الله عليه وسلم (انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني ح6118) ولعله مأخوذ من الإسرائيليات وأقوال اليهود المعروفين بالتجسيم ووصف الله بصفات النقص البشري.
فنحن أهل السنة نثبت أن لله عرشا هو أعظم مخلوقاته حجما، وقد ذكر القرآن بالنص أن ربنا استوى عليه، وهذا الاستواء لا يشبه استواء المخلوقين في شيء إلا في الاسم فقط: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}(الشورى:11) فهو ليس جلوسا أو قعودا كالذي ندركه ونعرفه عن ملوك الدنيا، وجميع الأحاديث التي تفسر استوائه سبحانه بالجلوس كلها ضعيفة منكرة أو موضوعة مدسوسة فلا يصح منها شيء (راجع سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني ح866و 867 و906 و1579 و2640 و4978 و5166 و6329 و6334)
وباب العقيدة لا يقبل فيه إلا النص الصحيح الصريح من الكتاب والسنة، ومن العلماء من اشترط التواتر أيضا في الأحاديث التي تؤسس عليها العقيدة الإسلامية.
والله عز وجل لا يحتاج إلى عرش أو كرسي ليجلس عليهما، فقد كان سبحانه موجودا منذ الأزل قبل أن يكون ثمة عرش ولا كرسي، فكيف يفتقر إليهما بعد ذلك؟؟
فالعرش أعلى المخلوقات والحكمة من خلقه أنه سقف الكون الذي بنيت تحته السماوات، فلا يحتاج الله إليه ولا يستفيد منه شيئا، وإنما هو شاهد على عظمة خالقه، ومعنى استواء الله عليه: علوه سبحانه وخضوع العرش له لأنه الأعلى ولا شيء فوقه جل جلاله.
وهكذا فإن آيات العرش والكرسي ليس فيهما بعد الدراسة والتحقيق ذرة من تشبيه أو انتقاص من الذات الإلهية لدى من له ذرة من عقل سليم.
#ثانيا :
دائما ما نجد أن النصاري يطرحون تلك المسألة معترضين كيف يكون لله عرش !! 1- هل الله يحده عرش مخلوق ؟!
2- وهل حقاً هناك حملة للعرش ؟!
الجواب كتالي :
1- لو فتحنا سفر الرؤيا 4/ 4 سوف نجد النصوص تتحدث عن أن يوحنا رأى حملة العرش ورأى الجالسين حول العرش ورأى أيضا أن الإله جالس علي العرش
ماذا يقول النص يقول سفر الرؤيا 4/ 4..(و حول العرش اربعة وعشرون عرشا ورايت على العروش اربعة و عشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم اكاليل من ذهب)
#التفسير
تعالوا بنا نرى تفسير تادرس يعقوب ملطي للنص وهو ينقل عن (القديس يوحنا الذهبي الفم) من كتاب تفسير وتأملات في الآباء الأولين لتادرس
يقول : (قول لكم يا أولادي الأحباء إنه ليس من يشبههم في كرامتهم لا في السماء ولا على الأرض، لأنهم حاملون عرش الله) ثم يستشهد بنصوص ليزم كل مسيحي معترض
ويقول :
1- إشعياء النبي رأى مجدهم ونطق بكرامتهم (6: 1-3)
2- وحزقيال النبي نظر مجدهم ونطق بكرامتهم (1: 4-28).
3- وداود العظيم في الأنبياء، أب الأنبياء، أب المسيح بالجسد، رأى كرامة هؤلاء الروحانيّين ونطق بمجدهم قائلًا في المزمور "طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه، ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح" (مز 18: 9-10).]
4-ايضا جاء في كتاب : (كيف بدأت الرهبنة للأنبا بيشوي صفحة 24 )يتكلم عن نفس النص ويقول : " كذلك الأربع أحياء غير المتجسدين حاملي العرش الإلهي"
5- وفي سفر الملوك 1 : 22يتحدث عن رؤيا ميخا النبي لعرش الله يقول النص ( وقال: فاسمع إذًا كلام الرب، قد رأيت الرب جالسًا على كرسيه، وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره.)
ويفسر النص تادرس يعقوب ويقول : (في هذه الرؤيا يؤكِّد ميخا النبي أنَّه وإن كان واقفًا أمام ملكين يحوط بهما 400 نبيًا كذابًا وجمهور من الشعب، فإنَّه يتمتَّع بالوقوف أمام الرب نفسه، ملك الملوك، الجالس على عرشه السماوي)
https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/11-Sefr-Molook-El-Awal/Tafseer-Sefr-Moluk-El-2awal__01-Chapter-22.html#1
https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/11-Sefr-Molook-El-Awal/Tafseer-Sefr-Moluk-El-2awal__01-Chapter-22.html#1
6- وفي (متى 22:23) ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه.
4- وفي (العبرانيين 1:8) و أما راس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)